نجح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في تحريك موقف الحكومة العراقية من الأحداث في سورية خلال زيارته بغداد الاسبوع الماضي، إذ أعلنت الحكومة العراقية انها مستعدة لاستقبال أطراف المعارضة السورية للتوصل إلى حلول تحقق مطالب الشعب السوري بعيداً من العنف والحرب الأهلية. إلا ان قيادياً كردياً اعتبر ان مبادرة الحكومة الى الحوار مع المعارضة السورية «ولدت ميتة». وأعلن رئيس الوزراء نوري المالكي استعداد بغداد لاستقبال أطراف المعارضة السورية. ووجهت الحكومة دعوة إلى «المجلس الوطني السوري» لزيارة بغداد. إلا ان المجلس الوطني لم يرد على الدعوة حتى الآن. وقال القيادي في كتلة «دولة القانون» النائب احسان ياسين ل «الحياة» امس إن «العراق مع مطالب المتظاهرين في سورية لا سيما ان النظام في سورية كما لا يخفى على الجميع نظام متسلط يحكم بقضبة من حديد». ولفت الى ان «وجهة النظر العراقية في التعامل مع ذلك تختلف عن توجهات آخرين». ومثل هذا الموقف لم يكن من ضمن متبنيات «دولة القانون» التي يتزعمها المالكي حتى قبل ايام، حيث دأبت المواقف الرسمية على التحذير من نتائج الانتفاضة السورية واعتبرها المالكي في وقت سابق انها «تصب في خدمة اسرائيل». فيما ابدى رئيس الجمهورية جلال طالباني خشية صريحة من وصول «متطرفين يعادون العراق» الى السلطة في سورية. وفي نطاق المتغيرات في الموقف الرسمي العراقي قال ياسين ان «العراق وجه دعوة الى المعارضة السورية المتمثلة في المجلس الوطني السوري للقدوم الى بغداد والتحاور في شأن الاحداث الجارية وايجاد حلول سلمية للازمة». وأضاف ان «العقوبات الاقتصادية لن تضر بالنظام بل ستضر الشعب السوري ولنا تجربة مماثلة في العراق». وتابع ان «العراق اجرى اتصالات مع الحكومة السورية والمصرية والجامعة العربية لدعم المبادرة». وأكدت مصادر في الحكومة ل «الحياة» ان «نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ناقش مع رئيس الوزراء نوري المالكي الموقف العراقي من الازمة السورية ودعا الى اتخاذ مواقف ايجابية من الاحتجاجات الجارية فيها». وقالت المصادر نفسها إن بايدن ابلغ العراقيين ان الانحياز الى الموقف الايراني والسوري سيعني بالضرورة ان يختار العراق العزلة الدولية. وقال القيادي في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» عبد السلام برواري في اتصال مع «الحياة» امس ان «المبادرة العراقية الجديدة ولدت ميتة». ولفت الى ان «المعارضة السورية تريد ان تسمع مؤيدين لهدفها في اسقاط النظام وليس وسطاء للتحاور معه». وأكد برواري توجيه دعوة عراقية الى «المجلس الوطني السوري»، ورجح عدم تفاعل المعارضة معها «وفي حال موافقتهم القدوم الى بغداد فأنهم سيطرحون وجهة نظرهم لا غير». وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني زعيم «الحزب الديموقراطي الكردستاني» اجتمع الاسبوع الماضي مع قيادة وأعضاء المجلس الوطني الكردي السوري الذي يمثل 11 حزباً وتنظيماً سياسياً لأكراد سورية تاييداً لحركة الاحتجاجات في سورية. وفي تطور بارز اعلنت فصائل مسلحة عراقية (سنية) و «دولة العراق الاسلامية» دعم الاحتجاجات السورية وتسليح المتظاهرين وارسال مقاتلين وأسلحة إلى سورية لمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد الذي وصفوه ب «عدو كافر». وتحدث قائد شرطة الموصل اللواء مهدي الغراوي في مؤتمر صحافي اول من امس عن ان «المئات من الاسلحة والمتفجرات المصنعة محلياً بدأت ترسل الى سورية»، واصفاً ما يجري بأنه «عملية تهريب عكسية بعد ان كانت الاسلحة والمتفجرات تدخل العراق من خلال سورية».