ارجأت محادثات كان من المقرر إن تجري بين ممثلين عن الحكومة العراقية ووفد من المعارضة السورية في بغداد إلى الاسبوع المقبل «لأسباب فنية». وافاد المستشار في الحكومة العراقية عبد الحسين الجابري في تصريح إلى «الحياة» أمس، انه «كان من المقرر إن يصل وفد من المجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة إلى بغداد اليوم (امس) لإجراء محادثات مهمة مع الحكومة تتركز على المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية». وأضاف الجابري أن «الوفد الذي من المفترض إن يضم نحو 20 شخصية تمثل المعارضة السورية لم يصل العراق لاسباب فنية تتعلق بالسفر، وتم ارجاء عقد المحادثات إلى الاسبوع المقبل». ولفت إلى أن «المحادثات تركز على جهود العراق في اقناع المعارضة بالجلوس على طاولة محادثات مع الحكومة السورية ومناقشة حركة الاحتجاجات الجارية فيها بشكل ودي ووساطة عراقية». ولفت إلى إن «المعارضة ترحب بالمبادرة العراقية». لكن مصادر سياسية مطلعة ألمحت إلى أن الخلافات التي تعصف بالكتل السياسية في اعقاب مذكرة الاعتقال الصادرة بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي والتفجيرات الواسعة التي ضربت بغداد الخميس الماضي، دفعت المعارضة السورية الى تأجيل زيارتها الى بغداد. وكان القيادي في «الحزب الديموقراطي الكردستاني» عبد السلام برواري القريب من معارضين سوريين، قال ل «الحياة» في وقت سابق إن «المبادرة العراقية ولدت ميتة»، واشار إلى ان المعارضة السورية تريد ان تسمع مؤيدين لهدفها في «اسقاط النظام وليس التحاور معه». ورجح برواري عدم تفاعل المعارضة مع المبادرة. وقال: «في حال موافقتهم على القدوم الى بغداد، فإنهم سيطرحون وجهة نظرهم لا غير». الى ذلك، يقوم وفد عراقي برئاسة القيادي في كتلة «دولة القانون» عزت الشابندر القريب من رئيس الحكومة، بإطلاع عدد من السياسيين اللبنانيين على فحوى المبادرة العراقية إزاء الأزمة السورية لضمان حصول إجماع بشأنها. وذكرت تقارير امس، ان الشابندر اجرى محادثات مع رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط وأطلعه على مضمون المبادرة العراقية بشان حل الازمة السورية. وكان الوفد العراقي برئاسة مستشار الامن الوطني فالح الفياض، التقى الاسبوع الماضي الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وأطلعه على نتائج زيارته لسورية ولقائه الرئيس بشار الاسد وبعض رموز المعارضة السورية.