ردت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر على معلومات عن «انزعاج وقلق المؤسسة العسكرية» من نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي اكتسحها الاسلاميون، معتبرة أن النتائج «ليست مدعاة لانزعاج أحد». ودعت الجميع إلى «انتظار تشكيل البرلمان». ورأت أن «الجيش أدَّى واجبه وعندما تنتهي الانتخابات سيبقى دوره في الثورة مقدَّراً... ومكانه الطبيعي هو الدفاع والحماية عن أرض الوطن». وكانت مصادر مطلعة أكدت ل «الحياة» أول من أمس أن نتائج الانتخابات «سببت انزعاجاً وقلقاً داخل المؤسسة العسكرية». وقالت: «رغم قبول الجيش للنتائج كونها تعكس إرادة الناخبين، إلا أن شعوراً بالقلق يسود المؤسسة العسكرية». ورحَّب نائب رئيس «حزب الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، عصام العريان بالحديث عن قبول الجيش نتائج الانتخابات، لكنه شدد على أن أي مصري «لا يجب أن ينزعج من النتائج». وقال ل»الحياة»: «على الجميع أن ينتظروا تشكيلة البرلمان كاملاً... توافقنا على أننا قمنا بهذه الثورة من أجل إعادة الاعتبار للمواطن المصري، وبالتالي علينا أن نقبل رأيه أياً كان، وأن نعمل جميعاً بتعاون كامل من دون أي صراعات، لتحقيق أمنياته في حياة حرة كريمة وعدالة اجتماعية وتنمية حقيقية في ظل نظام سياسي ديموقراطي». واعتبر العريان أن الانتخابات «ليست هي نهاية المطاف، بل هي بداية الطريق من أجل أن يعمل كل الأطراف سوياً في البرلمان وخارجه لتحقيق المصالح العليا للوطن». وأضاف: «نحن الآن لسنا بصدد إخافة المصريين من الإقبال على التصويت أو الاختيار الحر، فكلنا في سفينة واحدة بدأت تبحر وستمضي إلى المستقبل، والجيش والشعب والحكومة والشرطة والقضاة مسؤولون عن الانتقال بالبلاد إلى بر الأمان... الانتخابات جزء من استكمال الثورة». ووجَّه رسالة إلى المؤسسة العسكرية مفادها أن «الجيش أدَّى واجبه وعندما تنتهي الانتخابات سيبقى دوره في الثورة وفي نقل البلاد إلى نظام ديموقراطي محل تقدير كل الشعب... عندما يكون (الجيش) في مكانه الطبيعي، وهو الدفاع والحماية عن أرض الوطن في الثكنات، فإن هذا هو الوضع الذي يريده كل المصريين». في المقابل، أقر الخبير السياسي عمرو حمزاوي، وهو واحد من 4 فقط تمكنوا من الفوز بمقاعد فردية في البرلمان من الجولة الأولى، بأن تفتت الليبراليين ساعد في تفوق الإسلاميين. وكانت المصادر نقلت «عتاباً من المؤسسة العسكرية على القوى المدنية التي ركَّزت جهودها في مواجهة المجلس العسكري، واعتبرت أن معركتها مع العسكر». وقال حمزاوي ل «الحياة» إن «الصندوق الانتخابي لا يغير توازنات المشهد السياسي، ولكن يعكسها، ولا أعتقد أن هناك مفاجأة كبيرة في نتائج المرحلة الأولى، إلا من حيث النسبة الكبيرة التي حققها الإسلاميون... فوزهم كان متوقعاً لكن ليس بهذه النسبة». وعبَّر عن اقتناعه بأن «المؤسسة العسكرية لا تفضيل لها بخصوص الغالبية البرلمانية، ولا اعتقد أنها تحابي تياراً على الآخر، لكن بالفعل المنافسات البينية بين التيارات المدنية فتتت الأصوات، وكل الأحزاب الليبرالية وقعت في ذلك الخطأ». وأشار إلى أنه كمرشح ليبرالي نافس مرشحين من «الكتلة المصرية» و «الثورة مستمرة» و «الوفد»، وكلها تحالفات وأحزاب مدنية. وكشف أن اجتماعات تجرى بين قوى ليبرالية «لتحييد المنافسات البينية في المرحلتين المقبلتين، لكن للأسف البعض حساباته ضيقة». ورأى أن «على التيارات الليبرالية أن تلوم نفسها، وألا تُلقي بأي لوم على المؤسسة العسكرية التي لعبت دوراً حيادياً بامتياز في هذه الانتخابات».