تحسنت اسعار صرف اليورو مقابل الدولار والعملات الرئيسية، وارتفعت مؤشرات الاسواق واسعار النفط، مستعيدة خسائر ضخمة تحملتها نتيجة أزمة الديون والسندات السيادية، قبيل انتهاء تداول الاسبوع الجاري وسط بريق أمل بما قد يُعرف باسم «الحقبة الجديدة» للعملة الاوروبية الموحدة التي ستكشف خطواتها وتفاصيلها مستشارة المانيا انغيلا مركل الاثنين. وحقق اليورو 1.35 دولار صباح امس. وشددت مركل، في كلمة امام مجلس النواب الاتحادي (بوندستاغ)، على اهمية اصلاح الاتحاد النقدي الاوروبي لتحويله الى «إتحاد مالي»، من اجل تخطي الازمة التي تشهدها منطقة اليورو، في معركة قالت انها «قد تستغرق سنوات». ومع التأكيد على ان «الوحدة المالية ستكون ذات قواعد صارمة» قالت انه «ينبغي احترام هذه القواعد، وستتم تحت الرقابة في حين ستترتب عواقب على عدم احترامها». وادت تصريحات مركل الى اطلاق شرارات انذار في دول خارج منطقة اليورو وفي طليعتها بريطانيا التي سارع رئيس وزرائها ديفيد كامرون الى التحفظ، مؤكداً العمل لحفظ المصالح الوطنية وعارضاً المساعدة. وتلقت الأسواق التي تنتظر منذ اربعة اسابيع على الاقل اي «نبأ جيد»، تصريحات مركل بايجابية كبيرة. وارتفع مؤشر «يوروستوكس 600» 1.2 في المئة امس لتصل ارباحه الى 9 في المئة خلال اسبوع، وهي الاكبر منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. وقال هاينز سونينيسنشين من «دويتشيه بنك» في مذكرة الى الزبائن «ان الاخبار الجيدة من المانيا رفعت المؤشرات على رغم ان الاسواق لا تزال متوترة». وتوقع ان يجري تطبيق القواعد الجديدة من دون الحاجة الى الحصول على موافقات الدول الاعضاء بل سيتم الإكتفاء بقرارات «نادي» دول الاتحاد النقدي، وسيسوقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل قمة الاتحاد المقررة في التاسع من الشهر. ومع ان عقبات لا تزال تفصل بين الموقفين الألماني والفرنسي في شأن مستقبل ما يُسمى «الحكومة الاقتصادية» الاوروبية التي ستُشرف على تطبيق قواعد «الحقبة الجديدة»، الا ان حلاً بدأ يلوح في الافق عبر تدخل «المركزي الاوروبي» المنسق مع صندوق النقد الدولي وزيادة الاموال الاوروبية في تصرف المؤسسة الدولية للتدخل في مكافحة الازمات. وذكرت وكالة «بلومبيرغ» امس ان «المركزي الاوروبي»، الذي اشترى ما قيمته 203.5 بليون يورو من السندات اليونانية والايرلندية والبرتغالية والايطالية واليونانية منذ 2010، قد يضع 200 بليون يورو اضافية في تصرف الصندوق لتأمين سلاح فعال في محاربة الديون السيادية. وساهمت تصريحات مركل وتراجع البطالة في الولاياتالمتحدة الى 8.6 في المئة، وهي النسبة الادنى منذ سنتين، في تعزيز مؤشرات البورصات الاميركية التي حققت مكاسب على الفور وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي اكثر من 83 نقطة في الدقائق العشر الاولى للتداول، كما تحسن مؤشر «ستاندارد اند بورز 500» الاوسع نطاقاً بنسبة 93 في المئة ومؤشر «ناسداك» الصناعي بنسبة 1.3 في المئة. وقال رئيس مجلس المستشارين في البيت الابيض الآن كروغر ان الاقتصاد الاميركي يتعافى إلا ان الاقتصاد العالمي لا يزال في «حالة هشة»، مشدداً على ان «كل الاقتصادات مرتبطة ببعضها من خلال التجارة والعمليات المالية». وجاءت بدايات التحسن في آسيا التي شهدت بورصاتها مكاسب بسيطة لم تتجاوز نسبة 0.58 في المئة. لكن التفاؤل الاوروبي جاء افضل وارتفعت المؤشرات بنسب راوحت بين 0.64 و1.28 في المئة. نفطياً استفاد الخام من ايجابيات الاسواق وتراجع البطالة في اميركا وتحسنت العقود الآجلة لخام القياس الاوروبي «برنت» والخام الأميركي الخفيف. وارتفعت عقود «برنت» تسليم كانون الثاني (يناير) 1.14 دولار إلى 110.13 دولار للبرميل وزادت عقود الخام الأميركي للشهر نفسه 78 سنتاً إلى 100.98 دولار للبرميل. ويقول المحللون ان الشتاء الدافئ وتباطؤ النمو والعودة المتدرجة للنفط الليبي واستمرار منظمة «اوبك» في مستويات الضخ العالي ساهمت في ابقاء اسعار الخام عند مستويات معتدلة، رغم ما يُقال عن أزمة ايرانية لم تنعكس في اسواق النفط بعد.