كان الاستقطاب الطائفي في الدعاية الانتخابية آفة المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر التي أعلنت نتائجها أمس، إذ استعرت حدته مع الاتهامات للكنيسة بدعم قوائم تحالف «الكتلة المصرية» الذي يضم أحزاب «المصريين الأحرار» و «التجمع» و «المصري الديموقراطي الاجتماعي» واتهام حزبي «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، و «النور» السلفي باستخدام الدين لجذب الناخبين، ما أوحى بأن الصراع لا يقوم على أساس سياسي بل ديني بالأساس. ورغم نفي كل طرف التهمة عنه ومحاولة إلصاقها بالآخر، إلا أن نائب رئيس «الحرية والعدالة» الدكتور عصام العريان اعتبر أن دعم المسلمين لحزبه «طبيعي، فالحزب أعلن هويته الإسلامية وليس في ذلك استقطاب». ورأى عضو المجلس الرئاسي في «المصريين الأحرار» أن ذهاب أصوات الأقباط لتحالف الكتلة «طبيعي» أيضاً، «لأن التحالف يعبر بالأساس عن الفكر الليبرالي الوسطي الذي طالما صوَّت له المسيحيون». وكان هذا الاستقطاب الديني واضحاً لا لبس فيه في دائرة شبرا في القاهرة، فالحي الذي يضم أكبر كتلة تصويتية من الأقباط في العاصمة مكّن مرشح الكتلة على المقعد الفردي جون طلعت من الوصول إلى جولة الإعادة ليكون المرشح القبطي الوحيد تقريباً الذي يخوض جولة الإعادة. وأعلن رئيس اللجنة المشرفة على لجنة الفرز في شبرا المستشار أحمد عبدالعزيز تقدم قائمة «الحرية والعدالة» بأربعين في المئة من أصوات الناخبين، مقابل 30 في المئة لقائمة «الكتلة المصرية»، وحصدت قائمة «النور» السلفي 15 في المئة. أما في المقاعد الفردية، فتجرى جولة الإعادة على مقعد الفئات بين جون طلعت مرشح «الكتلة» وفهمي عبده مرشح «الإخوان» وعلى مقعد العمال بين أسامة مغازي مرشح «الكتلة» وكمال المهدي مرشح «الحرية والعدالة». وبدت نتائج تحالف «الكتلة المصرية» في شبرا جيدة جداً، إذ حل ثانياً في القوائم وبضعف الأصوات التي نالها «النور»، فضلاً عن وصول مرشحيه الإثنين إلى جولة الإعادة ضد مرشحين ل «الإخوان»، لكن رغم أن الدائرة تضم أصوات عشرات الآلاف من الأقباط، فإن الإسلاميين تمكنوا من الفوز بنحو 55 في المئة من أصوات الناخبين، ما يوحي بأن الاقتراع في شبرا كان على أساس ديني إلى حد بعيد. وينتظر الطرفان جولة جديدة من الاستقطاب أثناء الاقتراع في الإعادة على المقاعد الفردية يومي الإثنين والثلثاء المقبلين قد تكون أشد حدة، خصوصاً أن أحد أطرافها قبطي والآخر «إخواني».