خطا حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، خطوة جديدة تجاه تحقيق غالبية مريحة في البرلمان المقبل، إذ زاد الفارق بينه وبين حزب «النور» السلفي ليعزز اكتساحه المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر التي أعلنت نتائج المنافسات على مقاعدها الفردية أمس. وجرت الانتخابات في تسع محافظات هي: القاهرة، الفيوم، بورسعيد، دمياط، الإسكندرية، كفر الشيخ، أسيوط، الأقصر، والبحر الأحمر. وصوت فيها أكثر من 8 ملايين ناخب بنسبة وصلت إلى 52 في المئة، لاختيار 112 نائباً ضمن القوائم الحزبية و56 نائباً للمقاعد الفردية. وبعد أن فازت «الحرية والعدالة» بأكثر من 36 في المئة من أصوات الناخبين، ما يضمن لها أكبر عدد من المقاعد المخصصة للقوائم، اكتسح مرشحو الحزب نتائج جولة الإعادة التي جرت على 50 مقعداً، إذ سبق أن فاز مرشحان ل «الإخوان» هما أكرم الشاعر ورمضان عمر في الجولة الأولى، وأيضاً الليبرالي عمرو حمزاوي والصحافي مصطفى بكري، وستعاد الانتخابات في الدائرة الأولى في القاهرة التي تضم مقعدين فرديين. ومن بين المقاعد الخمسين التي أعلنت نتائجها، اقتنص مرشحو «الإخوان» ومتحالفون معهم 34 مقعداً، فيما فاز مرشحو حزب «النور» السلفي ب 6 مقاعد فقط بعد أن حل وصيفاً للإخوان في نتائج القوائم بنسبة زادت على 24 في المئة. ووزعت المقاعد العشرة المتبقية على الأحزاب الصغيرة والمستقلين. وفاز رئيس حزب العدل مصطفى النجار بمقعد الفئات في دائرة مدينة نصر وأطاح بمنافسه محمد يسري المدعوم من «الإخوان». وفاز تحالف «الكتلة المصرية» الذي يضم أحزاب «المصريين الأحرار» و «المصري الديموقراطي» و «التجمع» بمقعد واحد في دائرة قصر النيل شغله محمد حامد. وفاز حزب «مصر القومي»، الذي ينظر إليه على أنه من أحزاب «الفلول» التي ولدت من رحم «الحزب الوطني» المنحل، بمقعد في محافظة كفر الشيخ (في دلتا مصر)، وفاز مرشح «حزب الوفد» محمد عبد العليم داوود بمقعد واحد في كفر الشيخ أيضا، كما فاز حزب المواطن المصري (الفلول) بمقعد في محافظة البحر الأحمر، وحزب «الحرية» (الفلول) بمقعد في محافظة الأقصر، وفاز 4 مستقلين في جولة الإعادة هم اليساري البدري فرغلي في بورسعيد وعمران مجاهد في دمياط، وهشام سليمان (يتهم بأنه من الفلول) في دائرة مصر الجديدة، وعمر عودة (يتهم بأنه من الفلول) في مدينة نصر. وبذلك تكون المقاعد الفردية ال 56 المدرجة ضمن المرحلة الأولى موزعة كالتالي: مقعدان ستعاد انتخاباتهما في كانون الثاني (يناير) المقبل بعد إلغاء الانتخابات بحكم قضائي، الإخوان وحلفاؤهم 36 مقعداً، السلفيون 6 مقاعد، المستقلون 6 مقاعد، ومقعد واحد لتحالف «الكتلة» وكل من أحزاب «العدل» و «الوفد» و «مصر القومي» و «الحرية» و «المواطن المصري». ومن بين الفائزين 42 إسلامياً، 4 ليبراليين، وعضوان محسوبان على التيار اليساري، و6 يتهمون بأنهم من فلول النظام السابق. ومن أبرز نتائج مرحلة الإعادة فوز المستشار محمود الخضيري بمقعد الفئات في الدائرة الثانية في الاسكندرية على حساب رجل الأعمال القيادي في «الحزب الوطني» المنحل طارق طلعت مصطفى، وكذلك إقصاء القيادي في الحزب المنحل حيدر بغدادي عن مقعد الفئات في دائرة الجمالية لمصلحة مرشح الإخوان. وخسر القطب السلفي المعروف عبد المنعم الشحات مقعد الفئات في الدائرة الأولى في محافظة الاسكندرية لمصلحة حسني دويدار المدعوم من الإخوان. وفوز رئيس حزب «العدل» مصطفى النجار بمقعد الفئات في مدينة نصر على حساب محمد يسري المدعوم من الإخوان. وإطاحة مرشح حزب النور بالقطب الإخواني المعروف حمدي حسن في الدائرة الرابعة في الاسكندرية. وبهذه النتائج يكون مرشحو الإخوان وحلفاؤهم تصدروا المرحلة الأولى بفارق كبير عن أقرب منافسيهم حزب «النور» السلفي. كما واصل الليبراليون تراجعهم بعد النتائج الهزيلة التي حققتها قوائمهم، إذ حلت قوائم «الكتلة المصرية» في المركز الثالث بنسبة لم تتعد 16 في المئة، و «الوفد» في المركز الرابع، فيما غاب شباب الثورة عن المنافسة تماماً بعد أن حل تحالف «الثورة مستمرة» سادساً، ولم ينل مرشحوهم إلا مقعدين فرديين بعد فوز عمرو حمزاوي ومصطفى النجار. وتستعد القوى السياسية للمرحلة الثانية التي تجرى في 9 محافظات أخرى وتبدأ الاربعاء المقبل، والمتوقع أن تشهد والمرحلة الثالثة من الانتخابات منافسة ضارية بين مرشحي حزبي «الحرية والعدالة» و «النور» السلفي، فالأول يسعى إلى تعزيز تقدمه والثاني يسعى إلى تقليص الفارق. وقال القيادي في حزب «الحرية والعدالة» على عبد الفتاح ل «الحياة»، إن جزءاً من المنافسة مع السلفيين خرج عن نطاق المألوف، مشيراً إلى أن «حماس بعض شباب السلفيين جعلهم يغفلون عن أن الغاية لا تبرر الوسيلة، فبعضهم تحالف مع رموز الوطني المنحل لإسقاط الإخوان، وهناك أدلة على دعمهم طارق طلعت مصطفى ضد المستشار الخضيري، وهذا أفقدهم جزءاً من المصداقية»، مضيفاً ان «الشعب المصري يميل إلى التدين الوسطي المعتدل، وينفر دائماً من الفكر المتطرف»، مشيراً الى ان «بعض السلفيين قال إن الديموقراطية كفر فأسقطهم الناخبون». وقلل عبد الفتاح من أهمية ما يتردد عن تنسيق الليبراليين لضمان الفوز في المرحلتين المقبلتين. وقال: «الكنيسة المصرية دعمت تحالف الكتلة واجتمعوا ونسقوا، إلا ان كل هذه الأمور لم تفلح لأن رصيد الإخوان من ثقة الناخبين كبير». وأعرب عبد الفتاح عن اعتقاده بأن مرشحي «الحرية والعدالة» سيفوزون بنحو 40 إلى 50 في المئة من مقاعد البرلمان بعد نهاية الانتخابات.