موسكو، أنقرة - «الحياة»، أ ف ب - عززت الولاياتالمتحدة ضغطها على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتكرارها أمس دعوته للتنحي وإتاحة المجال أمام مرحلة انتقالية لنقل السلطة. كما أشادت واشنطن ب «الزعامة الحقيقة» التي أظهرتها تركيا في معالجة الأزمة. لكن وبرغم مساعي الولاياتالمتحدة والدول الغربية لزيادة الضغوط على دمشق ونقل ملف الأزمة إلى المحكمة الجنائية الدولية، ما زالت روسيا تقف مترددة في قطع اتصالاتها الوثيقة مع سورية. وأعلن مصدر روسي عسكري ديبلوماسي لوكالة أنباء «انترفاكس» أن روسيا سلمت سورية منظومة متحركة للدفاع عن السواحل تتضمن صواريخ عابرة مضادة للسفن في إطار عقد أبرم في 2007. وأضاف المصدر أن «الصواريخ المضادة للسفن التي تخرق جدار الصوت من نوع ياخونت سلمت إلى سورية في إطار منظومة باستيون المتحركة للدفاع عن السواحل»، ولم يقدم تفاصيل عن حجم الصفقة وتاريخ تسليمها. وقال مصدر آخر أوردته وكالة «انترفاكس» إن دمشق تريد تسلم منظومتي باستيون على الأقل تتألف كل منهما من 35 صاروخاً عابراً من نوع ياخونت. وتشير «انترفاكس» إلى أن قيمة هذا العقد تقدر ب 300 مليون دولار. وكان وزير الدفاع الروسي أناتولي سرديوكوف ذكر في شباط (فبراير) أن موسكو تنوي تنفيذ العقد وتسليم الصواريخ إلى سورية على رغم معارضة إسرائيل القلقة من أن تنتقل هذه الصواريخ إلى حزب الله اللبناني. وأكدت روسيا، مراراً في الأشهر الأخيرة أنها تنوي مواصلة تسليم الأسلحة إلى هذا البلد على رغم دعوات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الوقوف مع «الجانب المضيء من التاريخ». وترفض روسيا الانضمام إلى البلدان الغربية لإدانة القمع في سورية وتعارض فرض أي عقوبات على دمشق. ومن المقرر أن ترسل موسكو خلال أيام إلى سورية سفينتين حربيتين، هما حاملة الطائرات أميرال كوزنتسوف والسفينة أميرال تشابانينكو، كما قال مصدر عسكري روسي، موضحاً أن وصول السفينتين «المقرر منذ فترة طويلة لا علاقة له بالأحداث في سورية». في موازاة ذلك، حث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الأسد على التنحي أمس. وقال بايدن في حوار مع صحيفة «حرييت» التركية خلال زيارته إلى ذلك البلد إن «موقف الولاياتالمتحدة واضح، لا بد أن يوقف النظام السوري وحشيته ضد شعبه وعلى الرئيس الأسد التنحي حتى يمكن أن يجري انتقال سلمي يحترم إرادة الشعب». ورداً على أسئلة وردت عبر البريد الإلكتروني للصحيفة قال بايدن «استقرار سورية أمر مهم ولهذا نصر على حدوث تغيير، فالوضع الراهن هو عينه عدم الاستقرار». وتابع بايدن أن «الاستقرار الدائم يأتي عندما تكون هناك حكومة تصغي لشعبها وتلبي حاجاته، بدلاً من توجيه مدافعها إلى مواطنيها». وقال نائب الرئيس الأميركي إن «تركيا أظهرت زعامة حقيقية في هذا الصدد. اثني على دعوة رئيس الوزراء أردوغان الأخيرة للأسد للتنحي بسبب معاملة النظام لشعبه، فضلاً عن دعوات القادة الأتراك لآخرين في المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب السوري». وتستضيف أنقرة المنشقين عن الجيش السوري، والمجلس الوطني السوري الذي يضم أطيافاً من المعارضة. وقال بايدن: «نرحب أيضاً بمنح الحكومة مجالاً في تركيا للمعارضة السياسية» السورية. وأضاف: «آن الأوان لأن ينضم الجميع في الأسرة الدولية إلى جهود عزل نظام انتهك وينتهك بشكل منهجي حقوق الإنسان ويقمع الاحتجاجات السلمية». وتابع: «نتطلع لتوسيع مدى العقوبات الدولية كوسيلة لإحداث التغيير في سورية».