دمشق، نيقوسيا، عمان، بيروت -»الحياة»، أ ف ب ، رويترز - وسعت المعارضة السورية المسلحة هجماتها أمس ضد مواقع تابعة للجيش والاستخبارات. وشن منشقون عن الجيش هجوماً استهدف مبنى للاستخبارات الجوية في محافظة إدلب بين بلدة جسر الشغور ومدينة اللاذقية على البحر المتوسط ما أدى إلى مقتل ثمانية عسكريين من الاستخبارات الجوية. في موازاة ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون إن نحو 11 مدنياً قتلوا أمس في «جمعة المنطقة العازلة» التي شهدت تظاهرات في مدن سورية عدة تطالب بإسقاط النظام. بينما قال العقيد رياض الأسعد قائد «الجيش السوري الحر» إن المنشقين عن الجيش باتوا يركزون في هجماتهم على «القوافل العسكرية» وذلك بهدف «قطع خطوط الإمداد» بين وحدات الجيش السوري. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جنوداً منشقين هاجموا مركزاً للاستخبارات الجوية في محافظة إدلب شمال غربي سورية أمس. وأوضح المرصد في بيان أن «مجموعة منشقة... شنت هجوماً على مركز الاستخبارات الجوية في ناحية بداما الواقعة على طريق جسر الشغور اللاذقية». وتابع أن «اشتباكاً دار بينها وبين عناصر المركز استمر لمدة ثلاث ساعات ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية من عناصر الاستخبارات الجوية وإصابة 13 آخرين، وأصيب عنصر من المجموعة المنشقة المهاجمة». في موازاة ذلك، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية ونشطاء أن قوات الأمن قتلت أمس نحو 11 شخصاً أثناء محاولتها تفريق احتجاجات اندلعت بعد صلاة الجمعة في سورية. وأضاف النشطاء أن قوات الأمن أطلقت النار بعشوائية على محتجين في قرية كفر لاها في منطقة الحولة شمال غربي مدينة حمص مما أسفر عن مقتل قروي وإصابة عشرة. وقال النشطاء إن قوات الأمن فتحت النار على المحتجين وأصابت ثمانية في منطقة الخالدية وأربعة في باب السباع. ودعا المحتجون في مناطق ريفية بمحافظة حمص إلى «إسقاط النظام». وفي منطقة دير بعلبة في حمص دعا المحتجون للإطاحة بالنظام وحثوا القوى الغربية على إقامة منطقة عازلة على حدود سورية. من ناحيتها قالت وكالة الأنباء العربية السورية الحكومية (سانا) إن التقارير عن مقتل مدنيين في إدلب «ملفقة». وكان المرصد السوري قد أعلن أن ما لا يقل عن 20 مدنياً قتلوا بأيدي قوات الأمن في مناطق متفرقة من البلاد ليلة أول من أمس معظمهم في حماة وحمص. إلى ذلك قال العقيد رياض الأسعد قائد ما يسمى ب «الجيش السوري الحر» في مقابلة مع وكالة «رويترز» أمس من مقره في تركيا إن «الجيش السوري الحر» الذي يشن عمليات ضد الجيش النظامي السوري بات يستهدف «القوافل العسكرية» التي يرسلها النظام لتزويد وحداته بالذخيرة والعتاد أو المؤن، موضحاً أن قدرات الاستطلاع ل «الجيش السوري الحر» تحسنت وبات بإمكانها عرقلة تحركات الجيش السوري. وكانت عناصر من الجيش السوري ومنشقين قد شنوا هجوماً على مواقع للجيش ودمروا أجزاء من قافلة مدرعة في جنوب محافظة درعا، كما فتحوا النار على مركز للاستخبارات في ضواحي دمشق، وقتل ستة طيارين في قاعدة جوية. وقال العقيد الأسعد إن تزايد الهجمات يأتي رداً على الحملة العسكرية المستمرة منذ ثمانية أشهر. وتابع: «قوات النظام لم تدخل مدينة أو بلدة أو قرية من دون استخدام المدافع الثقيلة والمدرعات والدبابات ضد سكانها، ولدينا الحق في منع قوات سوف تنتهك الشعب». ويقول معارضون إن عمليات «الجيش الحر» ومنشقين على الأرض تركزت خلال الأيام العشر الماضية على استهداف القوافل العسكرية التابعة للجيش السوري، بخاصة في حماة وحمص، حيث يجري إنشاء خطوط إمداد تصل إلى لبنان ومحافظة إدلب وعرة على الحدود التركية. وهذه المناطق تشكل أكبر تحد للنظام، بالإضافة إلى المنطقة الشرقية من مدينة دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق. لكن المنشقين يواجهون أيضاً مقاومة من الجيش وقد تزايدت خسائرهم خلال الفترة الماضية، لا سيما في وسط مدينة الرستن قرب حمص، حيث أفادت مصادر في المعارضة مقتل 22 بينهم ضابطان منشقان عن الجيش في هجوم. ورفض الأسعد الخوص في أي تفاصيل حول أساليب عمل قواته، غير أنه قال إن «المنشقين غيروا تكتيكاتهم منذ أن بدأ التنسيق في ما بينهم قبل ثلاثة أشهر». وقال الأسعد إن المنشقين لا يستهدفون الجنود في ثكناتهم، مدافعاً عن الهجوم على القوافل العسكرية. وتابع: النظام لم يترك للمعارضة أي خيار آخر. إلى ذلك، شهدت منطقة وادي خالد الواقعة على الحدود مع سورية في شمال لبنان، إطلاق نار عشوائياً من الجانب السوري أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، هم: عسراء وأحمد خالد الحسين، إبراهيم شهوان وخلود مصطفى الكريم، نقلوا إلى مستشفى السلام في القبيات ومستشفى حلبا الحكومي. وأتى إطلاق النار على خلفية تصاعد المواجهات والاضطرابات في منطقة تل كلخ السورية، إذ سمعت في شمال لبنان ومنذ الصباح، أصوات الاشتباكات ودوي القذائف والمدافع في محيط القرى والبلدات المتاخمة لمدينة تل كلخ في محافظة حمص السورية. وطاول إطلاق الرصاص الجانب اللبناني، ما دفع أهالي وادي خالد إلى مناشدة الجيش اللبناني مساعدتهم وإجلاءهم من المنطقة خوفاً من أن يطاولهم القصف المدفعي أيضاً. وأفاد شهود بأن عدداً من النازحين السوريين نظموا تجمعاً في الصباح احتجاجاً على قصف المدينة السورية.