جدد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن امس دعمه اقليم كردستان، بعد الانسحاب نهاية الشهر الجاري، في حين سلم الجيش الاميركي امس قاعدة «فيكتوري» التي تعد اكبر قواعده في بغداد الى جانب العراقيين. الى ذلك، أكد مستشار في الحكومة ان القوات الاميركية ايقنت صعوبة اقناع الجانب العراقي بمنح حصانة للمدربين المقرر بقاؤهم بعد انسحاب، فيما علمت «الحياة» ان سفارة واشنطن في بغداد بدأت تهيء لبدء «مكتب التعاون الأمني» العمل. وأكد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني امس خلال لقائه نائب الرئيس جو بايدن، قبل مغادرته أربيل إلى تركيا ان «شعب كردستان يقدر تضحيات الجيش الأميركي وينظر باحترام شديد إليها»، فيما أشار بادين إلى أن انسحاب القوات من العراق لن ينهي التعاون والدعم للإقليم. وأوضح بيان لرئاسة اقليم كردستان إن «بارزاني ورئيس الحكومة برهم صالح ونائبه ووزير الداخلية، بحثوا مع بايدن والسفير الأميركي في الوضع العراقي»، وبين أن «بارزاني ثمن وقيم عالياً دور واشنطن في دعم شعوب العراق للخلاص من النظام الديكتاتوري السابق وإحلال نظام ديموقراطي فيديرالي في العراق». و «أكد أن شعب كردستان يقدر تضحيات الجيش الأميركي وينظر بعين الاحترام الشديد إلى تلك التضحيات»، و «أعرب عن سعادته للإصرار الذي أبداه نائب الرئيس الأميركي حول التزام بلاده إزاء العراق وإقليم كردستان». وأشار البيان إلى أن بايدن «أكد التأييد المتواصل للعراق الجديد، وأعلن أن انسحاب القوات لن ينهي التعاون والدعم بل سيستمر دعم الولاياتالمتحدة للعراق في مجالات مختلفة، في السياسة والإدارة والأمن وتدريب الجيش، وستدعم الاستقرار السياسي ومعالجة المشاكل فيه وتنمية الاقتصاد». وتابع البيان أن بايدن «تحدث باهتمام شديد عن دور إقليم كردستان كموقع آمن ونموذج متقدم يستحق الدعم المستمر من أميركا وجدد التزام بلاده للإقليم»، مضيفاً أنه «جرى في الاجتماع أيضاً تأكيد ضرورة أن يجري تطوير العلاقات السياسية والديبلوماسية بين العراق بشكل عام وإقليم كردستان والولاياتالمتحدة الأميركية بعد انسحاب قواتها». وقال المستشار في الحكومة العراقية عادل برواري في اتصال مع «الحياة» امس ان «الجانب الاميركي اقتنع بعدم امكان منح الحصانة الى المدربين». ولفت الى ان «نائب الرئيس الاميركي لم يناقش القضية بشكل موسع مع المسؤولين العراقيين». وزاد ان «الاتفاقات التجارية العسكرية التي ابرمت بين العراق واميركا حول صفقات السلاح تتضمن بنوداً تلزم الجانب الاميركي والدول الاخرى التي باعت السلاح الى العراق ضرورة توفير المدربين لهذه الاسلحة وهذه الاتفاقات معروفة عالمياً وهي لا تتضمن اي حصانة». وأشار الى ان «المدربين لا يحتاجون الى حصانة ما داموا يعملون داخل القواعد العسكرية وليس خارجها». الى ذلك، تواصل السفارة الاميركية في بغداد ترتيب عمل «مكتب التعاون الامني الاميركي - العراقي (OSC-I) التابع للسفارة ليباشر المهام الامنية في اول كانون الثاني (يناير) المقبل». وأبلغ مصدر اميركي في بغداد إلى «الحياة» ان «السفارة تواصل ترتيب عمل مكتب التعاون الامني». ولفت الى ان «المكتب سيكون واسعاً ويمارس مهمة التنسيق والدعم الامني مع الجانب العراقي في اختصاصات التدريب والاستشارة». وعن عدد موظفي المكتب قال انه «لم يحدد بعد والحكومة العراقية متشددة في تقليص العدد الى اقل ما يمكن». وأضاف ان «المكتب يقوم بمهام استشارية وليست قتالية لكن التركيز سيكون على التعاون الاستخباراتي مع السلطات العراقية». ومعلوم ان القوانين الاميركية تتيح لسفرائها في الخارج سلطة على عدد محدود من عناصر الجيش تنفذ اوامر السفير مباشرة وهم يمنحون الحصانة الديبلوماسية المماثلة لنظرائهم من الموظفين الديبلوماسيين. وسلم الجيش الاميركي امس قاعدة «فيكتوري» الواقعة قرب مطار بغداد الدولي الى الجانب العراقي. وكانت القاعدة المقر الرئيسي للقوات الاميركية في قيادة العمليات خلال الحرب، وتضم في معظم الفترات أكبر عدد من الجنود والمقاولين الاميركيين. وقال الكولونيل في الجيش الاميركي باري جونسون انه «تم صباح اليوم (امس) تسليم قاعدة النصر إلى الحكومة العراقية». وأضاف: «لم تعد هذه القاعدة تحت السيطرة الاميركية وصارت في عهدة الحكومة العراقية بشكل كامل». وبدأ الجنود الاميركيون الموجودون في قاعدة «فيكتوري» الانسحاب منها منذ مساء اول من امس بعد الاحتفال الذي جرى في قصر الفاو القريب من القاعدة في مناسبة الانسحاب بحضور نائب الرئيس جو بايدن ورئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي. ولم يتضمن تسليم القاعدة الجوية الملحقة بالمعسكر وقد وضعت تحت سلطة وزارة الخارجية.