بغداد - ا ف ب، رويترز - وصل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الثلثاء الى العراق في زيارة غير معلنة يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين العراقيين ويتفقد الجنود الاميركيين. واكدت الناطقة باسم السفارة الأميركية في بغداد مونيكا كامينغز "وصل نائب الرئيس الاميركي الى بغداد بعد ظهر اليوم (أمس)" مشيرة الى انه سيلتقي المسؤولين الثلثاء والاربعاء. وسيلتقي بايدن قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي سعى للابتعاد عن واشنطن وتصوير نفسه كزعيم وطني قوي فيما يتعلق بالأمن قبل الانتخابات المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل. كما يلتقي بايدن الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني. وكانت عاصفة رملية قد حالت دون ذهاب بايدن الى الاقليم خلال زيارته السابقة للعراق. والزيارة هذه هي الثالثة لبايدن الى العراق منذ بداية السنة الحالية، لكنها الثانية كنائب للرئيس، بعد زيارتين قام بهما في كانون الثاني (يناير) وتموز (يوليو) 2009. وكلف الرئيس باراك اوباما نائبه العمل على انجاح المصالحة العراقية المتعثرة والتي تعتبرها الادارة الاميركية اساسية من اجل ضمان الاستقرار عندما تبدأ عملية سحب الجنود الاميركيين. وافاد مقربون من بايدن انه حذر القادة العراقيين خلال زيارته الاخيرة الى بغداد، مؤكداً ان الولاياتالمتحدة ستنأى بنفسها عن العراق في حال تزايد اعمال العنف في هذا البلد. وتشير زيارة بايدن الثانية للعراق في غضون ثلاثة أشهر الى حرص ادارة الرئيس باراك أوباما على حل النزاعات القديمة بين الاكراد والشيعة والسنة حول الارض والنفط، وهو ما يخشى مسؤولون أميركيون أن يمزق الامن الهش في البلاد. وتضغط واشنطن من دون نجاح كبير منذ عام 2006 على قادة الاكراد والشيعة والسنة لتنحية خلافاتهم جانباً والتوصل لتسوية حول قضايا مثل قانون جديد للنفط لإدارة ثالث أكبر احتياطات نفطية في العالم. ومنذ وصوله الى البيت الابيض في كانون الثاني الماضي، وعد اوباما بسحب جميع القوات القتالية من العراق بحلول آب (اغسطس) 2010 على ان تنسحب القوات الاميركية كلياً من هذا البلد نهاية 2011. لكن بايدن كان شدد على ان الانسحاب العسكري لا يعني غياب الدور الديبلوماسي الاميركي، مشيراً الى الدور الذي قد تحول من عسكري بحت الى "دعم ديبلوماسي" قبل استكمال الانسحاب الكامل للقوات. ومع انتهاء العمليات القتالية الاميركية في العراق بحلول آب العام المقبل فإن نفوذ الولاياتالمتحدة بين قادة العراق والوقت المتاح أمامها ينفدان قبل أن تحقق هدفها، وهو الانسحاب من عراق مستقر نسبياً يمكنه مقاومة جهود ايران المجاورة للتدخل في شؤونه. وأكد السفير الاميركي في العراق كريس هيل أمام الكونغرس الاسبوع الماضي أن سلسلة هجمات بالقنابل وقعت في الأونة الاخيرة اتهمت فيها "القاعدة" لن تضر بالجدول الزمني الذي وضعته الادارة الاميركية لسحب 130 ألف جندي لا يزالون في العراق.