اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن «لبنان انتصر بعد القرار الذي اتخذ بتمويل المحكمة الدولية، واستطاع ان يواجه هذا الإستحقاق بمسؤولية خدمة للعدالة وإحقاقاً للحق». لكن ميقاتي الذي كان يتحدث في افتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته ال 55 في مركز «بيال»، رأى ان «على رغم ذلك، ما تحقق ليس انجازاً، لأن الانجاز الحقيقي هو عندما يفي المجتمع الدولي بكل التزماته تجاه لبنان وعندما نحفظ مصلحة بلدنا ونعزز مسيرتنا الاهلية، عندما نحقق كل ما يفكر فيه كل شاب وشابة وكل أب وأم وعندما نمضي جميعا متكاتفين متضامنين للنهوض بوطننا على كل المستويات». وقال: «لن أتوقف عند التحليلات والروايات التي صدرت تعليقاً على القرار، ولن أدخل في المزايدات او التبريرات، فأنا أعرف، كما انتم تعرفون، ان التضحية والعطاء في سبيل الوطن مدعاة افتخار وواجب لأن مصلحته تعلو ولا يعلى عليها، وعندما تتعرض لأي انتكاسة أو خطر، علينا ان نجهد لإيجاد مخارج تحميها ولو كلفتنا تضحيات بمواقف ومراكز». وشدد على «ان طي صفحة تمويل المحكمة يشكل خطوة في مسار عمل الحكومة الحافل بالاستحقاقات الاقتصادية والانمائية والادارية والتربوية وهنا يكمن الانجاز الذي يتطلب منا المزيد من التضامن والتعاضد لاستكمال ما بدأناه في حكومة اتخذت شعاراً لها «كلنا للوطن كلنا للعمل»، واعداً بأن «ورشة العمل الحكومية ستنطلق من جديد وفق الاولويات التي حددها مجلس الوزراء». وأكد المضي «في ترجمة طموحاتكم بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم، ولا سيما انكم تنتظرون من الحكومة الكثير، وهي تعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها. وعلينا ان نضع نصب أعيننا الجمع بين ما نريد إنجازه وما نستطيع انجازه، لأن ما نريده كثير جداً وما نستطيعه قد يكون اقل بعض الشيء». وقال ميقاتي: «يوم كُلفت تشكيل الحكومة، كان الجميع يشعر بأن الفتنة تعصف في أرجاء الوطن، وتهدد بتدمير مكتسباته وسلمه الأهلي. وشعرت أنا شخصياً بوطأة المسؤولية وحراجتها في زمن انعدام الثقة بين أبناء البيت الواحد. ويشهد الله أنني سعيت وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة وعزم، بالتعاون مع المرجعيات الوطنية، من سياسية ودينية لحماية وطننا من كل شر فتاك. من هنا دعوتي الصادقة الى جميع القيادات اللبنانية للتلاقي وحماية وطننا من الاخطار الداهمة ووقف تعميق الشقوق بين أبناء الشعب الواحد. إن وطننا يستدعي تلاقيكم وتكافلكم، فلنتلاقَ ولنتكافل ولا ندع المصالح تضرب استقرارنا وتقدمنا، ولنتذكر القول: «إذا غضب الله على قوم أورثهم الجدل وجنّبهم العمل». الشعار: لبى توصية وطنية وكان ميقاتي أدى صلاة الجمعة في المسجد المنصوري الكبير في طرابلس، وأمّ المصلين مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي شكر لميقاتي «إبن طرابلسالمدينة الابية والوفية المؤتمن على الوطن والامن والاستقرار فيه والمؤتمن على ما اعلنه لقاء دار الفتوى من ثوابت اسلامية ووطنية، موقفه الكبير وقراره بتمويل حصة لبنان من موازنة المحكمة وتصرف من موقع مسؤوليته الوطنية والاسلامية». وذكر بانه تجاوب «مع ما أشرنا اليه في خطبة العيد التي كنا وجهّنا النداء فيها لدولته ان يكون حازماً في قراره لجهة تمويل المحكمة. ووصل الصدى الى كل لبناني ووصل كلامنا الى مسامع دولته الذي تصرف من موقع مسؤوليته الوطنية والاسلامية باعتباره النداء توصية وطنية اسلامية، ولا نريد ان نقول سنًية، فنحن لبنانيون ومسلمون وسنّة، وننأى عن الخطاب المذهبي». وقال: «دولة الرئيس اخذ هذا النداء على عاتقه ووفى بوعده على رغم جسامة المسؤولية، لانها قضية على مستوى الوطن وليست قضية عادية تمت الى التعيينات او ما شابهها، واعلن قراره بالتمويل وكان هذا موقفاً بطولياً ومشرفاً، يتطلب رجالاً لتقوم به، فلا أحد كان يتصور ماذا كان سيحدث لو لم يتخذ الرئيس قراره بالتمويل». واضاف: «نحن المسلمون والوطنيون الاحرار في لبنان نعتبر موضوع التمويل قضية وطنية، واخذ الرئيس قراره من دون تحفظ لانه يريد ان يحفظ البلد». والتقى ميقاتي في منزله في طرابلس وفوداً شعبية وشخصيات.