تفقدت جمعيات خيرية في المنطقة الشرقية، أحوال الأسر التي ترعاها مع دخول فصل الشتاء. ورصدت لجان شكلتها الجمعيات، الاحتياجات الأساسية لهذه الأسر، والأضرار التي لحقت في بيوتها، جراء تسلل مياه الأمطار إليها. وسجلت جولات ميدانية، قامت بها مشرفات على مدار ثلاثة أيام، احتياجات الأسر من وسائل تدفئة، للوقاية من شدة البرودة التي تصل إلى أعلى مستوياتها ليلاً، وتتواصل حتى ساعات الصباح الباكر. وقالت المشرفة في جمعية البر في الشرقية نائلة إبراهيم، ل «الحياة»: «إن الزيارات للأسر التي نفذناها خلال الأيام الماضية، تهدف إلى رصد احتياجاتهم، وتحديد المستلزمات لناحية كسوة الشتاء، والمدافئ، والبطانيات»، لافتة إلى أن بعض الأسر لديها «متطلبات كثيرة لفصل الشتاء، على رغم أنه لا زال في بداياته. وأخذت الجمعية هذا في عين الاعتبار، وبدأت في رصد الاحتياجات، ومعرفة أحوال الأسر». بدورها، رفضت رئيسة جمعية «ود للتكافل والتنمية الأسرية» في محافظة الخبر نعيمة الزامل، فكرة بدء توزيع الكسوة الشتوية، على الأسر التي ترعاها الجمعية، «إلا بعد إجراء تحقق من أحوال الأسر، ومعرفة كيفية استعمال ما تم توزيعه خلال شتاء العام الماضي». وقالت الزامل، في تصريح ل «الحياة»: «لاحظنا أن بعض الأسر تُهمل المواد التي نقوم بتوزيعها عليهم. وعلى رغم ذلك يأتون للأخذ مرة أخرى في العام التالي. وهذا الأمر لا يمكن قبوله، لأن الهدف هو تعويد الأسر على الاعتماد على النفس، بعيداً عن الإهمال». وأشارت الزامل، إلى أن الجمعية قامت في العام الماضي «بتوزيع كسوة شتاء كاملة، تتضمن دفَّايات وبطانيات، ولم يمض عام على توزيعها. وحالياَ جاءت الأسر ذاتها تطالب ببطانيات ودفايات، وهذا الأمر غير مقبول. لأنهم يستطيعون المحافظة عليها، واستعمالها لأعوام. لذا لم نبدأ في توزيع ملابس وكسوة الشتاء، إلا بعد التحقق من حال بعض الأسر. وسيشمل التوزيع الأسر المستجدة التي انضممت إلى الجمعية، بعد شتاء العام الماضي»، مضيفة أن «عدد الأسر وصل إلى 1750 أسرة. وكل واحدة منها تتضمن عدداً لا يقل عن سبعة أفراد». وفي الدمام، أوضحت مديرة جمعية «جود النسائية الخيرية» منيرة الحربي، أن «حملة «شتاء دافئ للجميع»، ستنطلق صباح يوم السبت المقبل (غداً)، وسيتم من خلالها توزيع كسوة الشتاء»، مشيرة إلى أنه يتم حالياً، «عمل دراسة للحالة الاجتماعية للأسر، لأن التوزيع يتم بحسب الأولويات». وقالت: «يوجد لدى الجمعية أسر ثابتة، وعددها 1200، وأخرى طارئة قد يصل عددها إلى 500 أسرة». وأضافت الحربي، «نسعى إلى معرفة احتياجات الأسر، خصوصاً أبنائهم الذين يرتادون المدارس، حيث تتدنى درجات الحرارة في الصباح الباكر»، مردفة «نتابع أحوالهم، ونعمل على تحقيق ما يعمم الفائدة، إلا أن التحقق ومعرفة الاحتياج الفعلي مسألة لا بد منها، ليكون التوزيع في محله، ولتحقيق العدالة بين الأسر المحتاجة، والأسر الأقل احتياجاً. وهذا ما تسعى له الجمعية». وأبانت أنه سيتم من خلال الحملة «التأكيد على أهمية الحفاظ على ما يصلهم من مساعدات، لإفساح المجال للأسر الأخرى لأخذ احتياجها، خصوصاً أن الشتاء ليس طويلاً. ويمكن الإفادة مما يتم توزيعه مرات عدة، والهدف هو توفير الحاجة، وليس الاستغلال».