لا تجد ستنا محمد عبدالدايم، (57 عاماً) غير الدعاء، ثم الأمل بوجود الأيادي الخيرة التي تساعدها في الحصول على علاج لورم تضخم في رجلها يمنعها من الحركة إلا بشق الأنفس، متحاملة على ألمها في كل مرة تتحرك فيها هذا المرض ليس وليد شهر أو شهرين، فهو مستمر معها منذ نحو خمسة أعوام. وعلى رغم إجرائها جراحة ربط حزام المعدة، قبل نحو عامين، للتخفيف من وزنها البالغ نحو 360 كيلوغراماً، إلا أن حال رجلها لم تتحسن، وما زاد المعاناة اختلاف رأي الأطباء بين إجراء جراحة وتأجيلها. أصيبت ستنا، وهي سودانية الجنسية، بورم في قدمها أرجعه الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض إلى «خلل في الغدد اللمفاوية، سبّب تضخماً في الرجل أدى إلى صعوبة في التنقل وآلام لا تحتملها المريضة»، وأيّد أطباء مستشفى الرياض المركزي (الشميسي) في الرياض زملاءهم في «التخصصي»، في أن سبب الورم «خلل في الغدد اللمفاوية». وتقول ستنا: «مستشفى التخصصي شخّص الحالة، لكنه لم يعطني إلا مواعيد للمراجعة، كما أن خضوعي لربط حزام المعدة، لتخفيف الوزن، بهدف رفع الحمل عن القدم لم يثمر كثيراً، ما جعلهم يرون ضرورة إجراء جراحة للورم»، موضحة أن الطبيب المشرف على الحالة أكد ضرورة الإسراع في إجراء الجراحة، خصوصاً مع الخوف من انتقال الورم إلى القدم الثانية، إذ بدأت تظهر علاماته، ما يعني مضاعفة الألم، وعدم القدرة على الحركة. وأسهم ربط حزام المعدة في تخفيف وزن ستنا عبدالدايم إلى 210 كيلوغرامات، وتمنت «إجراء جراحة تصغير للمعدة، للتمكن من التخلص من الوزن الزائد بسرعة، إلا أن الطبيب رفض ذلك خوفاً من الآثار السلبية». وعلى رغم عدم ارتباط «تصغير المعدة» ب«الورم في القدم» إلا أنهما «تزامنا في وقت واحد، ما زاد في المعاناة»، شاكية ألمها: «ليس لنا غير الصبر، في انتظار الموعد المقبل، الذي حدده مستشفى الملك فيصل التخصصي في كانون الثاني (يناير) 2010». وتلفت ستنا إلى أن المعاناة زادت بعد أن فقدت زوجها قبل نحو ستة أشهر، «انتقلت قبل أسابيع قليلة إلى العيش مع ابني في مدينة تبوك، بعد انتهاء فترة العدة». وساعدت في انتقالها إلى منزل ولدها زوجة ابن أختها، التي وصفت وضعها ب«الصعب لأن عمرها حالياً تجاوز ال 57 عاماً»، مضيفة أن «المستشفيات في تبوك لم تتمكن من علاجها». وتعتبر ستنا أن ما أصابها هو ابتلاء من المولى عز وجل، إلا أن الآلام المستمرة وصعوبة الحركة ومنظر أطرافها السفلى أصابتها بالاكتئاب وأثرت في حالها النفسية، خصوصاً أنه لا توجد في منزلها امرأة أخرى تقوم بواجباتها. ولا تريد المرأة المحبطة إلا الشفاء من هذا المرض الغريب: «أرجو من المسؤولين في هذه الأرض المباركة العمل على علاجي وإنهاء معاناتي».