طهران، لندن، برلين – أ ب، رويترز، أ ف ب – أطلقت ايران 11 متظاهراً شاركوا في اقتحام السفارة البريطانية في طهران الثلثاء الماضي، على رغم تعهدها محاكمتهم، معتبرة أن رد فعل لندن «مفرط»، كما اتهمتها بالتمسك ب «عقلية امبراطوريتها البالية». وأفادت وكالة «فارس» بالإفراج عن 11 «طالباً»، بعد يوم على اعتقالهم. ولم توضح سبب ذلك، لكن القانون الإيراني ينص على عقوبة ثلاث سنوات، على الإضرار بممتلكات. يأتي ذلك على رغم إعلان الجنرال أحمد رضا رادان، نائب قائد الشرطة الإيرانية، ان «الطلاب المعتقلين سيُحالون على القضاء»، مشيراً الى «تحديد هوية الآخرين، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لاعتقالهم». وأشاد محمد محمديان، ممثل مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي في الجامعات، بمهاجمي السفارة، معتبراً انهم استهدفوا «مركز الفتنة»، فيما قال قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي ان الايرانيين «سئموا عقوداً من المؤامرات البريطانية ضد بلادهم». وأمرت بريطانيا بإغلاق السفارة الايرانية في لندن، ممهلة ديبلوماسييها 48 ساعة بمغادرة أراضيها، كما أغلقت سفارتها في طهران وسحبت جميع ديبلوماسييها، رداً على اقتحام مجمعَي السفارة. ووصف الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست قرار الحكومة البريطانية بأنه «منفعل ومتسرّع»، قائلاً: «الحكومة الإيرانية ستتخذ إجراءات مماثلة، وتعتبر ان حماية الممتلكات والأملاك الديبلوماسية في لندن من مسؤولية الحكومة البريطانية». ورأى ان «ما حصل في السفارة البريطانية في طهران لم يكن متوقعاً، وحدث بسبب غضب متظاهرين من الموقف البريطاني إزاء ايران»، لافتاً الى عدم جرح أي ديبلوماسي، ومؤكداً أن المهاجمين سيحالون على القضاء. أما رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني فاعتبر أن «موقف الحكومة البريطانية إزاء الشعب الايراني لا يُحتمل»، ووصف رد فعل بريطانيا ب «المفرط، إذ تريد الإيحاء بأنها بلد مهم، لأنها لا تريد التنازل عن عقلية امبراطوريتها البالية». وأشار الي أن «الأميركيين اعتذورا أحياناً عن دورهم السلبي في مساندة الحكومات الديكتاتورية في ايران، فيما لم يفعل البريطانيون ذلك». السفارة الإيرانية في برن في برن، اعتقلت الشرطة السويسرية شابين ألقيا قنابل حارقة وحجارة على السفارة الايرانية التي لم تتضرر. واستدعت الخارجية الايطالية القائم بالأعمال الايراني مهدي اكوشكيان، وأبلغته أن الهجوم على السفارة البريطانية «عنيف وغير مقبول»، مشيرة الى ان «ايطاليا ستقوّم، الى جانب بلدان أخرى في الاتحاد الاوروبي، كيفية الرد لضمان عدم تكرار أعمال مشابهة». أتى ذلك بعد إعلان ايطاليا نيتها إغلاق سفارتها في طهران، فيما اغلقت النروج موقتاً سفارتها، واستدعت فرنساوألمانيا وهولندا والسويد سفراءها في طهران ل «التشاور». في غضون ذلك، اعلن المدعي العام الألماني هارالد رانغه فتح تحقيق في معلومات أوردتها صحيفة «بيلد»، اشارت الى مؤامرة ايرانية مزعومة لضرب قواعد اميركية في ألمانيا، اذا شنت واشنطن هجوماً على طهران. وأشارت الصحيفة الى الاشتباه برجل أعمال الماني، اتُهم بالتجسس بعد لقائه ديبلوماسيين ايرانيين في برلين. إسرائيل وأميركا الى ذلك، استبعد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك شنّ هجوم على المنشآت النووية الايرانية «في الوقت الحالي»، لكنه اضاف: «من المستحيل أن يشلّ الخوف دولة اسرائيل. موقفنا لم يتغير في شأن ثلاث نقاط: قيام ايران نووية غير مقبول، ونحن مصممون على منع ذلك، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة».