لندن، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – أمرت بريطانيا أمس، بإغلاق السفارة الإيرانية في لندن، وطردت طاقمها، كما أغلقت سفارتها في طهران وسحبت جميع ديبلوماسييها، معتبرة أن اقتحامها الثلثاء لم يكن ليحدث من دون موافقة السلطات. ويُعتبر ذلك أسوأ أزمة بين البلدين، منذ استئنافهما علاقاتهما الديبلوماسية العام 1999، بعد 10 سنوات على قطعها إثر إصدار الإمام الخميني فتوى بهدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي، بسبب كتابه «آيات شيطانية». وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تخريب مجمعَي السفارة في طهران، وإحراق مكتبها الرئيسي، وقيام مجموعة من ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) بسرقة ممتلكات لديبلوماسيين بريطانيين، ملاحظاً ان «هذه منظمة يسيطر عليها أفراد من النظام الإيراني، ومن الوهم الاعتقاد بأن السلطات الإيرانية عجزت عن حماية سفارتنا، أو أن هذا الهجوم لم يكن ليحدث لولا موافقة الى حد ما من النظام». وقال هيغ، أمام مجلس العموم (البرلمان)، ان القائم بالأعمال الإيراني في لندن «أُبلغ بأننا نطلب الإغلاق الفوري للسفارة الإيرانية في لندن، وأن على جميع ديبلوماسييها مغادرة المملكة المتحدة خلال 48 ساعة». واضاف: «أغلقنا السفارة البريطانية في طهران، وقررنا إجلاء جميع موظفينا»، مشيرا الى أن «آخر موظفينا غادروا ايران». لكن هيغ شدد على أن «ذلك لا يعني قطعاً تاماً للعلاقات الديبلوماسية»، مضيفاً: «إنه تدبير يقلّص علاقتنا مع إيران الى أدنى مستوى، مع الإبقاء على العلاقات الديبلوماسية». أتى ذلك بعدما رأس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمس والثلثاء، اجتماعاً لخلية وزارية، ناقشت ردّ لندن، مشيراً الى أنه تحدث مع السفير في شأن سلامة أفراد السفارة بطهران. وقال للنواب: «سلامتهم يجب أن تكون هاجسنا الأول. بعد ذلك، سنبحث في إمكان اتخاذ تدابير قاسية جداً، رداً على هذا التصرف المشين والمعيب للإيرانيين». في الوقت ذاته، استدعى كل من المانيا وفرنسا السفير في طهران ل «التشاور»، فيما أعلن وزير الخارجية الإيطالي جيوليو تيرزي أن بلاده تناقش إمكان إغلاق سفارتها في طهران. وأعلنت الحكومة النروجية إغلاق سفارتها في طهران، كما دان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الهجوم «المشين» على السفارة البريطانية، معتبراً أن ذلك «يعزز» تشديد العقوبات على طهران، بما في ذلك «تجميد أرصدة المصرف المركزي الإيراني وحظر شامل على صادرات النفط الإيرانية». ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين أن لندن ستساند فرض حظر على واردات النفط الإيرانية. في طهران، اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني أن «تحرّك طلاب إيرانيين أمام السفارة البريطانية كان تعبيراً عن الرأي العام للشعب الإيراني الذي سئم تصرفات الحكومة البريطانية خلال عقود». واتهمها ب «الخداع وإثارة ضجيج»، وبأنها تحاول أن «تجعل من حركة الطلاب، وإقرار قانون لخفض العلاقات، ذريعة للتغطية على سلوكها السابق»، قائلاً: «إذا واصلت الحكومة البريطانية نهجها، سيتخذ الشعب الإيراني تدابير مشابهة ومناسبة». أما النائب كاظم جلالي، مقرر لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، فذكّر ب «مؤامرات» بريطانيا ضد بلاده، قائلاً: «عليها أن تتوقّع (تدابير) إضافية تعبّر عن غضب الأمة الإيرانية، إذا واصلت سياساتها العدائية» إزاء طهران. وأعلنت الشرطة الايرانية «اعتقال 12 طالباً جامعياً» اقتحموا مجمعَي السفارة البريطانية، مشيرة الى أنهم سيحاكمون، فيما أصدر مقتحمو السفارة بياناً يؤكد أنهم «سيواصلون احتجاجاتهم، حتى القطع التام للعلاقات مع بريطانيا». وانتقد هؤلاء إبداء الخارجية الإيرانية «أسفها للسلوك المؤسف لعدد قليل من المتظاهرين»، قائلين: «كنا نتوقّع أن تكون الشرطة إلى جانب الطلاب، بدل مواجهتهم». على صعيد آخر، أوردت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية أثبتت أن انفجاراً، أفادت وسائل إعلام ايرانية بسماعه في أصفهان الاثنين الماضي، «ضرب منشأة تحويل اليورانيوم» في المدينة، مسبباً «أضراراً فيها».