رغم المنافسة الشرسة في الانتخابات البرلمانية المصرية بين كتل وأحزاب سياسية مختلفة، إلا أن ثمة اتفاقاً بين المتنافسين على إدانة ممارسات اتهموا حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» باقترافها، واعتبروا أنها تمس نزاهة العملية الانتخابية. فأحزاب «الكتلة المصرية» التي تضم «المصريين الأحرار» و «التجمع» و «المصري الديموقراطي»، وكذلك حزبا «الوفد» و «الوسط» وبعض المرشحين المستقلين على المقاعد الفردية كالوا الانتقادات ل «الحرية والعدالة»، معتبرين أنه يسعى إلى التأثير على الناخبين من خلال استمرار الدعاية أمام مقار لجان الاقتراع، ويستغل الدين في هذه المحاولة. ومع أن الاتهامات بارتكاب تجاوزات تبادلتها الأحزاب والكتل السياسية كافة تقريباً، إلا أن «الحرية والعدالة» نال القدر الأكبر منها، وكان الطرف المشترك فيها جميعاً، ف «الإخوان» الذين دأبوا في كل انتخابات برلمانية على توجيه الاتهامات إلى الأمن والحزب الوطني المنحل بتزوير الانتخابات واضطهاد مرشحيهم باتوا في أول انتخابات بعد «ثورة 25 يناير» مدافعين عن أنفسهم أمام سيل الاتهامات الموجهة إليهم. وكانت قيادات الجماعة تعتقل قبل كل انتخابات جرت في ظل النظام السابق تقريباً، فضلاً عن اضطهاد مرشحيها ومنع أنصارها من التصويت، وهو ما كان يقابل بشن حملة هجوم شرسة من الجماعة على السلطة، لكن هذه المرة بات «الإخوان» موضع هجوم وانتقاد، حتى من بعض المحسوبين على التيار الإسلامي، خصوصاً حزب «الوسط» الإسلامي الذي شنَّ نائب رئيسه عصام سلطان هجوماً كاسحاً على «الإخوان» بسبب تجاوزاتهم الانتخابية. لكن نائب رئيس «الحرية والعدالة» عصام العريان استغرب حملة الهجوم على حزبه. وقال ل «الحياة» إن «أحزاب الكتلة المصرية والوفد مستمرة في الدعاية الانتخابية حتى من خلال نشر إعلانات في الصحف». وأقر بمخالفة حزبه قواعد الصمت الانتخابي التي تقضي بوقف الحملات الدعائية قبل الإقتراع بيومين، لكنه برر ذلك بأن «كل الأحزاب لم تتعوَّد على الممارسة الديموقراطية بالصمت الانتخابي، فالمخالفة في هذا عامة، واستمرار الدعاية سلوك عند المصريين، إذ أنهم لم يعتادوا الصمت الانتخابي». ورأى العريان أن «هذا السلوك لا يؤثر على نتائج الانتخابات». ووصف «الحملة الموجهة ضد الحرية والعدالة» بأنها «ظلم إعلامي بيِّن، فالمنظمات الحقوقية اتهمت الجميع بمواصلة الدعاية، لكن الإعلام المصري ركَّز على الحرية والعدالة فقط». وأضاف أن «الجميع مارس هذه المخالفة، فإما أن نتفق على السماح بها أو ننتظر لنعتاد الممارسة الديموقراطية لوقفها». وعن الاتهامات باستغلال الدين لجذب الناخبين، قال العريان: «لنكن متوازنين، الحزب مرجعيته إسلامية ونحن لا نخفي ذلك، لكن استخدام الدين كان واضحاً من الكنيسة، أما الحزب الذي يفصح عن هويته ومرجعيته فلا يجب أن يتهم باستغلال الدين».