بروكسيل، باريس – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – دعا اندرس فون راسموسن، الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو)، فرنسا إلى مواصلة عمليات تدريب القوات الأفغانية حتى الموعد المقرر في نهاية 2014 لإنسحاب القوات الاجنبية من هذا البلد، فيما التقى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس، وناقشا قرار الأخير تعليق كل العمليات البرية الفرنسية اثر قتل جندي افغاني أربعة جنود فرنسيين الأسبوع الماضي. وقال راسموسن: «نفهم مخاوف فرنسا بعد قتل الجندي الافغاني جنودها غير المسلحين الجمعة الماضية، لكننا وضعنا خريطة طريق من المهم أن نلتزم بها كي تنجح عملياتنا»، علماً ان الحكومة الفرنسية اعلنت انها ستنتظر توقيع كارزاي معاهدة تعاون خلال زيارته باريس، قبل أن تتخذ قراراً في شأن تسريع انسحاب قواتها من أفغانستان. وينتشر 3600 جندي فرنسي في أفغانستان، في إطار قوات الحلف الأطلسي التي تضم 130 ألف جندي، وتتركز عملياتهم في ولاية كابيسا. ومن المقرر أن يغادر حوالى ألف جندي فرنسي أفغانستان بحلول السنة الحالية، والباقون بحلول 2014. ويتوقع ان يحدد ساركوزي لنظيره الأفغاني الخطوط العريضة لخططه في شأن سحب جميع الجنود الفرنسيين، استناداً الى تطورات الاعتداء الأخير، في وقت دعا وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه الى عدم خضوع بلاده للذعر، وعدم الخلط بين الانسحاب المنظم والانسحاب المتسرع. وبعد الاعتداء ارسل ساركوزي وزير الدفاع جيرار لونغيه الى كابول لتقويم اساليب تحسين امن الجنود الفرنسيين الذين يدربون الجيش الافغاني. وقال لونغيه انه تبلغ ان القاتل تسلل من حركة «طالبان» الى الجيش الافغاني. لكن مصادر امنية افغانية قالت انه فتح النار بسبب فيديو اظهر جنوداً اميركيين يتبولون على جثث متمردين من الحركة. وأعلنت «طالبان» التي تتسرع غالباً في تبني قتل جنود من التحالف، انها تحقق في الأمر، مشيرة الى ان بعض الهجمات الكثيرة التي يشنها جنود الافغان على زملائهم الاجانب تحدث بدافع الغضب من «العدو الغازي». ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة بعد ثلاثة اشهر، تعهد المرشح الرئاسي الاشتراكي فرانسوا هولاند سحب القوات الفرنسية من افغانستان هذه السنة اذا انتخب رئيساً، علماً ان استطلاعات الرأي تتوقع ان يتغلب هولاند على ساركوزي في هذه الانتخابات. كما تشير الى ان غالبية الفرنسيين (84 في المئة) يريدون عودة قواتهم بنهاية السنة. شراكة افغانية - ايطالية وفي اطار جولته الأوروبية، وقع كارزاي مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي في روما اتفاق شراكة استراتيجية طويل الأمد مع ايطاليا التي تنشر 4 آلاف جندي في افغانستان. ويغطي الاتفاق الفترة التي تلي عام 2014، موعد انسحاب الجنود الاجانب من افغانستان، ويلحظ «تعزيز الحوار السياسي بين روماوكابول والتعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية، ومكافحة تجارة المخدرات في أفغانستان». وتتعهد الحكومة الإيطالية بموجب الاتفاق «دعم عملية المصالحة الوطنية الأفغانية مع الجماعات المتمردة في حال تخليها عن ممارسة العنف والإرهاب والاعتراف بالدستور وسيادة المؤسسات الأفغانية». وقال مونتي: «لن تتخلى ايطاليا عن أفغانستان بعد سحب جنودها ال 4200»، مبدياً فخره بالجهود والتضحيات الإيطالية في البلد الآسيوي. ورد الرئيس الأفغاني انه «بفضل أموال دافعي الضرائب الإيطاليين الذين تعبوا لجنيها، وضعتم حجر الأساس لإعادة بناء أفغانستان»، وحض الشركات الإيطالية على «القدوم إلى أفغانستان والاستفادة وتقديم الإفادة، لا سيما من خلال التنقيب عن الموارد المعدنية».