واشنطن، كابول، لندن - أ ف ب، رويترز - دعا الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الولاياتالمتحدة الى سحب قوات التحالف الى ثكناتها والاكتفاء بعمليات ضرورية على الحدود مع باكستان، وحض حلف شمال الأطلسي على «تقليص التدخل في الحياة اليومية الأفغانية». وهذا الانتقاد الأشد من نوعه للتحالف الغربي بقيادة واشنطن الذي يدلي به كارزاي منذ تصاعد الاستياء الشعبي من سقوط ضحايا مدنيين خطأ، في عمليات «أطلسية» ضد «طالبان» في أفغانستان. وأتت دعوة الرئيس الأفغاني في أحد الأيام الأكثر دموية ل «الاطلسي» في أفغانستان، إذ خسر الحلف خمسة جنود في هجمات جنوب البلاد وشرقها أمس. وفي حديث الى صحيفة «واشنطن بوست» نشر أمس، طالب كارزاي بوقف العمليات الخاصة الأميركية التي تثير استياء الأفغان ويمكن أن تعزز موقع «طالبان». وقال إن السكان ما عادوا يحتملون حضور جنود أميركيين الى بيوتهم والدبابات على الطرق، مبدياً تخوفه من أن يؤدي وجود طويل الأمد لعدد كبير من الجنود الأجانب الى تفاقم النزاع في بلاده. وأكد كارزاي أن الغارات الأميركية في أفغانستان تطرح مشكلة، والأفغان لا يحبونها. وقال: «إذا كان لا بد من شن غارات فيجب أن تتم وفق القوانين الأفغانية». ودعا القوات الأميركية الى «البقاء في قواعدها والاكتفاء بالعمليات التي لا بد منها على الحدود مع باكستان». وعلق مسؤول في الحلف الأطلسي على كارزاي بالإعراب عن تفهم الحلف لقلقه، مشيراً الى الضغوط التي تتعرض لها «القاعدة»، «ما كانت ممكنة لولا عمليات» الحلف والتي «لا بديل لها في الأمد القصير». في الوقت ذاته، قال الجنرال ديفيد ريتشاردز رئيس الأركان البريطاني إن دول الغرب لا يمكن أن تحقق انتصاراً عسكرياً تقليدياً في حربها على تنظيم «القاعدة»، بل «تستطيع احتواء التشدد لتعيش بأمان». وأكد ريتشاردز في حديث الى صحيفة «ذي صنداي تلغراف» البريطانية أن هدف لندن إنهاء دورها القتالي في أفغانستان بحلول عامي 2014-2015، لكنه لم يحدد المدة التي ستحتاج قوات الأمن الأفغانية فيها لدعم قوات التحالف. وربط الانسحاب بتحقيق الاستقرار في أفغانستان، لئلا يضيع ما حققته القوات الأجنبية في هذا البلد على مدى السنوات العشر الماضية. وأعلن الحلف الأطلسي إن ثلاثة من جنوده قتلوا في اشتباك مع مسلحين في شرق أفغانستان، كما قتل جنديان آخران بتفجيرات جنوب البلاد، ما جعله اليوم الأكثر دموية للجنود الأجانب منذ 14 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حين قتل ثمانية جنود في خمسة حوادث منفصلة. في الوقت ذاته، قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 20 آخرون بجروح بانفجار عبوتين في جلال آباد (شرق) وقندهار (جنوب)، كما أعلنت مصادر أفغانية رسمية.