لم يصدمني خبر سحب نصف مقعد من حصص الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا للمحترفين في نسخته الجديدة، لأننا وبصريح العبارة نفتقد للكثير من مقومات العمل الاحترافي، سواء على مستوى المنشآت، أو على مستوى الرعاية، وحقوق الأندية، والشفافية الغائبة..! الحمد لله أن خسارتنا لا تتجاوز النصف مقعد، بينما كوريا الجنوبية سيدة القارة في السنوات الأخيرة على مستوى الأندية تفقد مقعدين من أصل أربعة مقاعد في شرق القارة، وبقيت اليابان محققة العلامة الكاملة ومحتفظة بها..! إذا ما فكرنا في إجراء مقارنة مع اليابان «عندنا وعندهم»، فلا أظن أن حتى مجرد التفكير سيكون في صالحنا، وأخشى إن فعلنا ذلك أن تصيبنا حالة إحباط لن نتعافى منها سريعاً، سيما وأن اليابانيين يعشقون العمل المنظم والتخطيط، وهو ما نفتقده نحن في كل شؤون حياتنا، ومنها بطبيعة الحال منظومة العمل الرياضي ..! لن ألوم محمد النويصر المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين ، لكنني سأوجه اللوم وشديد العتب لنائب رئيس الهيئة الدكتور حافظ المدلج بوصفه عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي، على اعتبار أنه قريب ومطلع على كل ما يجري في اللجان التابعة للاتحاد الآسيوي، ليلعب دوراً مؤثراً في تحديد النواقص لدينا لتلافيها في هذه النسخة، لكن ذلك لم يحدث!. ولعل من الأسباب التي أدت إلى سحب نصف مقعد من حصتنا التي كنا قد حققنا خلالها العلامة الكاملة في النسخة السابقة، أننا ركنا إلى النجاح السابق وتغنينا به، ونسينا أن دولاً أخرى تعمل على تطوير عملها لتقفز إلى المراكز الأولى، وهذا ما حدث بالفعل..! في زيارة وفد الاتحاد الآسيوي الأخيرة للأندية السعودية، أشاد الوفد بما شاهده في النادي الأهلي، وهو ما أكده محمد النويصر في تصريح له، وأشار إلى أن وفد الاتحاد الآسيوي ذكر أن النادي الأهلي حقق طلبات متقدمة في شروط الحصول على رخصة كرة القدم لم يكن الوفد يتوقعها في هذا الوقت بالذات بالنسبة للأندية التي يزورها!. لنفكر سوياً بصوت مسموع، فنضع بعض الافتراضات والتوقعات، ومنها أن يصبح فريق نجران، أو فريق الحزم، أو الفيصلي، أو التعاون، أو الرائد مشاركاً في دوري أبطال آسيا في نسخة العام المقبل، فهل استعدت هيئة دوري المحترفين، وقبلها اتحاد كرة القدم لهذا التاريخ، وهل تعتقد أن ملعب نادي الأخدود في نجران سيحقق رضا وفد الاتحاد الآسيوي، وهل مقرات هذه الأندية ستحصل على شروط رخصة كرة القدم..؟ تلك حقيقة لا نهتم بها، ففريق نجران لا يوجد لديه ملعب ولا مقر، وجلّ هذه الأندية وغيرها ليس لديها راع، وهي تشارك في دوري المحترفين، بل إن فريق الاتفاق، وهو الفريق المشارك في نسخة دوري أبطال آسيا الجديدة وصاحب الصدارة في دوري زين خلال الجولات الماضية، لم يحصل على راع منذ بدأت الشركات في رعاية أندية الدوري السعودي، إنها مسؤولية الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المقام الأول، التي عليها مسؤولية بناء الملاعب الرياضية، وإقامة مقرات للأندية، ثم يأتي دور اتحاد كرة القدم، وهو الجهة المنظمة للدوري والمسابقات المختلفة، ثم يأتي دور هيئة دوري المحترفين التي هي جهة تنفيذية ترتبط ارتباطاً كلياً باتحاد الكرة، فهل نعمل من الآن على استعادة «نصف المقعد «الذي سحب منا، أم سنتنازل عن «نصف آخر»..؟ تحويله: الاعتقاد بالأحلام يعني النوم طوال الحياة..! [email protected]