إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز - اتهم الجيش الباكستاني قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان بقتل ثلاثة من جنوده في غارة نفذتها مروحية اجتازت الحدود، في رابع حادث من نوعه خلال أقل من أسبوع، ثم علقت السلطات موقتاً مرور قافلات إمدادات الحلف عبر معبر خيبر، أهم نقطة تزويد بري للقوات الدولية في أفغانستان. وأعلن مسؤول عسكري باكستاني كبير رفض كشف اسمه أن مروحيات للحلف الأطلسي دخلت صباح الخميس، في هجوم غير مبرر، مجالنا الجوي واستهدفت مركزاً عسكرياً لحرس الحدود في قرية منداتي كانداو بإقليم كورام القبلي المحاذي لولاية باكتيا الأفغانية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وجرح ثلاثة آخرين». وأقرّ «الناتو» بأن طائراته أطلقت النار على متمردين حاولوا إطلاق قذيفة هاون على قاعدة للتحالف في باكتيا، مشيراً الى أن المروحيات لم تدخل المجال الجوي الباكستاني، وأن طاقم المروحية يعتقد بأن موقع المتمردين كان في الأراضي الأفغانية»، علماً أن هجوماً انتحارياً استهدف قافلة عسكرية للحلف الأطلسي قرب مدينة قندهار جنوبأفغانستان أمس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح ثلاثة آخرين». وأوضح الجنرال شفيق أفضلي القائد الإقليمي للشرطة أن قنابل استخدمت في الاعتداء الانتحاري الذي نفذ على طريق تربط قاعدة جوية أميركية بالمدينة. ويشن أكثر من سبعة آلاف جندي أفغاني وأجنبي منذ السبت الماضي عملية عسكرية في مناطق بنجاوي وارغنداب وزهاري المجاورة لقندهار، معقل «طالبان». وتندرج هذه العملية في إطار هجوم أوسع شنته هذه القوات قبل خمسة شهور في الولاية لإخراج المتمردين من مخابئهم. وكانت باكستان احتجت بشدة الاثنين على «انتهاكين» لمجالها الجوي اثر غارتين لقوات الأطلسي الجمعة والسبت، انطلاقاً من أفغانستان، وهو ما أقرّته قوات الأطلسي بالأمر مؤكدة مقتل أكثر من 30 متمرداً، فيما أعلنت أمس أنها ستحقق في الحادث الجديد الذي جاء غداة شن هجوم بمروحيات أدى، بحسب ضباط باكستانيين، الى مقتل خمسة مدنيين. وأعلنت قيادة الحلف استحالة الاتصال بالقوات الباكستانية لدى حصول الهجمات، والى «حق الملاحقة» في حال استهداف عناصر من حركة «طالبان» جنودها في أفغانستان، ثم تراجعهم الى قواعدهم الخلفية في باكستان. وتُتهم باكستان بانتظام، خصوصاً من أفغانستان، بترك مجموعات المتمردين الأفغان تنشط في مناطقها القبلية الحدودية، في حين باتت باكستان لا تحتج منذ فترة طويلة على إطلاق طائرات أميركية من دون طيار صواريخ على مناطقها القبلية، والذي تحول الى شبه يومي منذ مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي، واستهدفت مسؤولي تنظيم «القاعدة» وحلفاءهم في «طالبان». وتفيد وسائل إعلام أميركية وباكستانية بأن هجمات الطائرات من دون طيار التي تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في باكستان هي ثمرة اتفاق سري بين واشنطن وإسلام آباد التي تدعم «الحرب على الإرهاب» التي تخوضها الولاياتالمتحدة منذ نهاية عام 2001. وأشارت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الى أن توغلي الجمعة والسبت اللذين تقول إسلام آباد انهما تجاوزا المهمة التي أوكلتها الأممالمتحدة ل «الناتو»، شكلا موضع محادثات بين الولاياتالمتحدةوباكستان.