خطف الهلال صدارة الدوري السعودي «موقتاً» من الاتفاق، وذلك بعدما نجح الأول في تجاوز غريمه التقليدي النصر بثلاثة أهداف من دون رد في الرياض، بينما تعادل الثاني مع الرائد بهدف لمثله في الدمام في الجولة العاشرة من دوري زين للمحترفين أمس. النصر والهلال تجاوز اللقاء مرحلة جس النبض سريعاً على رغم حساسية المواجهة وأهميتها، إذ ظهر الفريقان بأداء هجومي باكراً وشهدت الدقائق الأولى أفضلية هلالية ليتمكن اللاعب محمد الشلهوب من تسجيل هدف الأسبقية للهلال من كرة ثابتة نفذها بطريقة رائعة ومن مسافة بعيدة سكنت مرمى خالد راضي (10). وارتفع مؤشر الأداء الفني لدى النصراويين، إذ بحثوا عن هدف التعادل وتقاسم الهجمات مع نظيره، معتمدين على الأسلوب الهجومي وتضييق المساحات عند تسلم أحدهما الكرة وبناء الهجمة، وعاب على أداء لاعبي النصر البطء في صناعة الهجمة وغياب التنظيم الدفاعي مع ضعف في منطقة العمق التي نجح الهلاليون في استغلالها وكانت منطلق هجماتهم. ونجحت التحصينات الدفاعية للهلاليين في الحفاظ على مرماهم مع تألق واضح للحارس خالد شراحيلي في مواقف عدة كان أبرزها عندما صوب بابلو بينو كرة كاد يعادل معها الكفة للنصر إلا أن شراحيلي صد كرته ببراعة (14)، وفي أخرى عندما توغل بينو بكرة من مجهود فردي داخل منطقة ال 18 غير أن الحارس الهلالي حرم النصر من هدف التعادل (16). وأبعد محمد نامي كرة خطرة للنصر بعدما أرسل بينو مصدر الخطورة النصراوية تمريرة باتجاه المرمى (18)، وصوب عبدالعزيز فلاتة كرة من مسافة بعيدة اعتلت العارضة (19)، وشعر الهلاليون بأهمية تسجيل هدف ثان في ظل الفرص المتوالية للنصر، ونظموا صفوفهم وكادت محاولاتهم تنجح في إحراز هدف ثانٍ حين توغل عبدالعزيز الدوسري بكرة أرسلها بإتجاه مرمى النصر إلا أن تمريرته مرت من أمام يوسف العربي ولي بيونغ يو (21). ولكن محمد الشلهوب كان على الموعد للمرة الثانية حينما حصل على ركلة جزاء إثر عرقلته من عدنان فلاتة تقدم لها الشلهوب وأودعها الشباك (29). واعتمد لاعبو الهلال بعد إحرازهم للهدف الثاني إلى الحفاظ على مرماهم وحرصوا على تكثيف منطقة الوسط مع البحث عن تسجيل هدف ثالث وكاد يتحقق لهم ذلك لولا إهدار يوسف العربي لفرصة انفراد سانحة سددها بعيداً عن المرمى النصراوي (44). وفي الشوط الثاني، بحث الفريق النصراوي منذ البداية عن تقليص الفارق مرتكزاً في أدائه على التمرير السريع وتنوع الهجمات إلا أن اعتماده على وجود ريان بلال وحيداً في الهجوم سهل مهمة السيطرة على هجماته من الفريق الهلالي، وأهدر ريان بلال تمريرة غير متوقعة من حسين عبدالغني ليهدر فرصة نصراوية ثمينة (56). وسنحت للهلال فرصة تسجيل هدف ثالث عن طريق نجم اللقاء محمد الشلهوب بعد تنفيذه خطأ من كرة ثابتة اعتلت العارضة النصراوية (57). وأخرج المدير الفني للنصر كوستاس لاعب الوسط أحمد عباس وزج بالمهاجم مالك معاذ، في المقابل أشرك نظيره الهلالي توماس دول اللاعب محمد القرني عوضاً عن أحمد الفريدي. واتسم الأداء الهلالي بالتنظيم في الصفوف واللعب بحماسة معتمداً على عدم إتاحة الفرصة أمام النصراويين بالهجوم ما ساعدهم في الحفاظ علي هدفيهم طويلاً، وكاد مالك معاذ يقلص الفارق من تسديدة أبعدها خالد شراحيلي إلى ركلة زاوية (66). وشهدت الدقائق المتبقية من زمن المباراة أفضلية نصراوية من حيث الاستحواذ مستفيداً من التراجع الهلالي إلى منتصف ملعبه. ورمى المدرب الهلالي بورقة اللاعب الأولمبي سالم الدوسري بديلاً عن الكوري يو بيونغ سو، وتحصل فريق النصر على خطأ في موقع جيد على رأس منطقة الجزاء نفذها بينو تمكن الهلاليون من إخراجها إلى زاوية (74). وأشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجه بينو بعد إعاقته عبدالعزيز الدوسري لتميل الكفة بشكل أكبر لمصلحة الهلال. ونجح البديل سالم الدوسري في إحراز الهدف الثالث لفريقه من تسديدة زاحفة هزت الشباك الصفراء (83). الاتفاق - الرائد جاءت البداية هجومية من أصحاب الأرض الذين حصلوا على ركنيتين في أول ثلاث دقائق، وظهر وسط الاتفاق متأثراً بالغياب الذي تركه يحيى الشهري، في المقابل لم يستكن لاعبو الرائد وأخذت تحركاتهم طابع الجدية بعد مرور العشر دقائق الأولى وكانوا الأكثر سيطرة وخطورة في اللقاء، وتمكن الضيوف من استغلال أفضليتهم بتسجيل هدف في الدقيقة 14 بكرة رأسية ليحيى المسلم الذي استفاد من الخروج الخاطئ لحارس الاتفاق فايز السبيعي لاستلام كرة مررت من ضربة حرة مباشرة. ووجه محترف الاتفاق تيغالي إنذاراً للرائدين بعد تخلصه من الرقابة وسدد كرة قوية إلا أن تلك الكرة اعتلت العارضة 25. وعلى عكس توقعات الجميع بتراجع الرائد للدفاع عن هدفه إلا أن الأمور جاءت عكس ذلك، إذ واصل أبناء بريدة بحثهم عن هدف تعزيز مستفيدين من حالة الشد الذي كانت تعتري لاعبي الاتفاق وانعكست تلك الحالة على أداء الاتفاق الذي ساده البطء. ونجح مدرب فريق الرائد عمار السويح في فرض طريقته الدفاعية في اللقاء وفشل أصحاب الأرض في المرور من دفاعات الرائد، بعد أن اعتمد مدرب الاتفاق برانكو على الهجوم من العمق. وفي الشوط الثاني، كثف الاتفاق من هجماته بحثاً عن إدراك التعادل وتمكن من ذلك باكراً عن طريق حمد الحمد (49)، ولم يكتفِ أصحاب الدار بهدف التعادل، إذ واصل هجماته وصول مرمى الضيوف إلا أن دفاعات الرائد كانت حاضرة بالشكل السليم، وفي المقابل اعتمد الرائد على الهجمات المرتدة التي لم تشكل الخطورة المطلوبة، وأشهر الحكم البطاقة الحمراء لمدافع الاتفاق الكوري الجنوبي (90).