من المتوقع أن تشهد صنعاء والمدن اليمنية الرئيسة اليوم تظاهرات حاشدة دعا إليها «شباب الثورة» احتجاجاً على توقيع اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ما يحرج أحزاب المعارضة التي اتهموها بأنها «لم تأخذ مطالبهم وتضحياتهم في حسابها»، في وقت قتل 5 متظاهرين في العاصمة وجرح أكثر من ثلاثين آخرين برصاص مسلحين موالين للنظام، ما لقي إدانة من الرئيس علي عبدالله صالح. في هذا الوقت، من المفترض أن تقدّم المعارضة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي اسم مرشحها لمنصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الذي ينص اتفاق المبادرة الخليجية على اختياره في غضون أسبوع من توقيعها. وأعلن «شباب الثورة» المعتصمين في ساحات المدن الكبرى رفضهم في شكل خاص الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي تمنح الرئيس صالح ورموز نظامه ضمانات وحصانة من المحاكمة. وقال هؤلاء في دعوتهم إلى التظاهر اليوم إن أحزاب المعارضة «خانت الثورة وصادرت أهدافها بمنحها النظام حصانة من الملاحقات القضائية بجرائم قتل المتظاهرين السلميين»، وتعهدوا بمواصلة تحركهم وتصعيده «حتى تحقيق أهداف الثورة». وعلمت «الحياة» أن قيادات أحزاب «اللقاء المشترك» وحلفاءها تبذل جهوداً لإقناع «الشباب» بالتهدئة ووقف التصعيد باعتبار أن توقيع المبادرة يعني رحيل صالح، وهو المطلب الرئيس للانتفاضة، ولأن استمرار المواجهات مع قوات الأمن قد تفشل تطبيق الاتفاق. وضم «الحوثيون» في صعدة صوتهم إلى رافضي المبادرة الخليجية وقالوا في بيان أمس إن «التسوية السياسية تعيد الشعب إلى المربع الأول، وإن أي اتفاق مع النظام خيانة لدماء الشهداء والجرحى، واستخفاف بتضحيات الشعب اليمني وطعنة موجعة للثوار الأحرار الذين تحملوا كل أنواع المعاناة والسجن والتعذيب والقتل لأكثر من عشرة أشهر». واستمرت أجواء القلق في صنعاء أمس بعد مقتل خمسة متظاهرين برصاص مسلحين بالزي المدني، واستمر سماع دوي رشقات الرصاص المتقطعة طوال نهار أمس، كما استمر انتشار مسلحي القبائل الموالية للنظام والمناوئة له، ولم يخل أي طرف المتاريس التي كانت أقيمت في مناطق متعددة من العاصمة. وفي تطور لافت دان الرئيس صالح قتل المتظاهرين وأعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات أمس، وطلب من وزارة الداخلية ملاحقة مرتكبيها وتقديمهم إلى المحاكمة أياً كان انتماؤهم، معرباً عن أسفه لاستمرار «القوى والعناصر التي لا تريد الأمن والاستقرار والسلام في الوطن في العمل على إشعال فتيل الحرب وإثارة الفوضى كلما لاحت بارقة أمل».