قال الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام في اليمن احمد عبيد بن دغر إن التوقيع على المبادرة الخليجية يمثل «منعطفا جديدا في مسار الأزمة» التي استمرت منذ مطلع العام الجاري إضافة إلى كونها «لحظة تاريخية فارقة في مسار الدولة اليمنية الموحدة»، فيما قتل 5 متظاهرين واصيب 27 آخرون بجروح في صنعاء امس برصاص اطلقه مدنيون موالون للرئيس علي عبدالله صالح على تظاهرة شبابية مناهضة للمبادرة الخليجية ومطالبة بمحاكمته، كما افاد مصدر طبي. ودعا بن دغر في تصريح صحفي أوردته وكالة الأنباء اليمنية امس إلى الشروع والبدء في تنفيذ الخطوات اللاحقة بعد توقيع المبادرة الآن، مطالبا جميع القوى السياسية بأن يكونوا على قدر كبير من الثقة في العمل المشترك وأن يزرعوا بدل الفرقة والخلاف قدرا من التوافق الوطني. من جهته أكد الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان في تصريح مماثل أن اليمن انتقلت إلى مرحلة جديدة، ودعا جميع الأطراف إلى الانتقال بالسلوك والمواقف بما يتناسب مع المرحلة الجديدة التي تتجاوز مرحلة إعادة الإعمار تتمثل في بناء اليمن. ميدانيا، قتل 5 متظاهرين واصيب 27 آخرون بجروح في صنعاء برصاص اطلقه مدنيون موالون لصالح على تظاهرة شبابية مناهضة للمبادرة الخليجية ومطالبة بمحاكمته. وكان المحتجون يتظاهرون رفضا للمبادرة، التي وقعها الرئيس اليمني مساء امس الاول وحصل بموجبها على خروج مشرف من السلطة وعلى حصانة قضائية، وللمطالبة بمحاكمته. وذكر شاهد عيان ان المدنيين المسلحين اطلقوا النار على التظاهرة الضخمة في شارع الزبيري بعد ان خرجت من ساحة التغيير حيث يعتصم المحتجون. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لصالح ومطالبة بعدم منحه اي حصانة قانونية، كما هتفوا ضد المعارضة البرلمانية وخصوصا ضد حزب التجمع الوطني للاصلاح (اسلامي)، وذلك بعد ان وافقت المعارضة على منح حصانة لصالح. وكانت ردود الأفعال في الأوساط اليمنية قد تباينت بين مؤيد ورافض للمبادرة، خاصة في أطراف المعارضة اليمنية والفصائل المتحالفة معها، في حين خرج أنصار الرئيس صالح في العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية إلى الشوارع مساء امس الاول للاحتفال بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها، وأطلقوا الألعاب النارية والرصاص الحي والمضادات الجوية، ابتهاجاً بالصورة والخروج المشرف للرئيس صالح من السلطة. وجدد الشباب في الساحات العامة والحوثيون والحراك الجنوبي، رفضهم للمبادرة الخليجية والاتفاق الموقع من قبل السلطة ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفائه وأحزاب المعارضة المنضوية في تكتل اللقاء المشترك المعارض وشركائه، فيما رحبت وحدات الجيش المساندة للثورة، بقيادة اللواء علي محسن الأحمر المنشق عن نظام صالح، بالتوقيع على المبادرة الخليجية. وأكد مصدر مقرب من قيادة الجيش المؤيد لثورة التغيير في اليمن ترحيبها بتوقيع المبادرة الخليجية القاضية بتنظيم نقل السلطة، ودعا جميع الأطراف الالتزام بتنفيذ آلياتها، وأثنى على جهود خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز في رعايته للتوقيع. وأضاف المصدر: على الجميع العمل للحيلولة دون أية محاولات للنكث أو الالتفاف على ما تم التوقيع عليه، وكلنا أمل في أن يبدأ اليمن صفحة جديدة.