اندلعت أمس مواجهات دموية في وسط العاصمة اليمنية بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام الذين خرجوا من «ساحة التغيير» أمام مبنى جامعة صنعاء باتجاه مقر رئاسة الوزراء، أسفرت عن سقوط قتيل على الأقل من المتظاهرين وجرح أكثر من أربعين آخرين. وقالت مصادر متطابقة ل «الحياة» إن رجال الأمن وجنوداً من حراس مقر رئاسة الوزراء ومبنى الإذاعة الرسمية المجاور، فتحوا النار على المتظاهرين لدى اقترابه من المقر الحكومي تلبية لدعوة كان المعتصمون من «شباب الثورة» أطلقوها قبل أيام ب «الزحف على المقار الحكومية» في إطار تصعيد الاحتجاجات والمطالبات برحيل الرئيس علي عبدالله صالح بعد تأجيل التوقيع على اتفاق المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة الراهنة في البلاد. وأضافت المصادر أن قيادات أحزاب «اللقاء المشترك» عارضت دعوة المعتصمين إلى الزحف على المباني الحكومية وطلبت منهم التريث في اتخاذ مثل هذه الخطوة، نظراً لاستمرار التفاوض مع السلطة حول التوقيع على المبادرة الخليجية، ولما قد ينجم عنها من عواقب خطيرة ومواجهات مع قوات الأمن والجيش من شأنها الدفع بالأزمة الراهنة إلى منزلق خطير. غير أن مجموعات كبيرة من «شباب الثورة» المعتصمين قررت امس تنظيم مسيرة في صنعاء باتجاه مقر الحكومة، ما أثار مخاوف القوات التي تتولى حراسته، فاضطرت إلى إطلاق النار في الهواء أولاً لردعهم ثم في اتجاه المتظاهرين بعدما أصر هؤلاء على تخطيها. وفي هذا السياق اتهمت السلطات الحكومية أحزاب المعارضة بتحريض أنصارها المعتصمين في الساحات والميادين العامة في صنعاء وبقية المدن في المحافظات الأخرى، على مهاجمة المباني الحكومية والمنشآت العامة والخاصة والاستيلاء عليها بعد اقتحامها، واعتبرت هذا التصعيد خروجاً صريحاً عن الاعتصامات والمسيرات السلمية وتحويلها إلى عمليات تخريب وجرائم دموية وأعمال مسلحة خارجة على القانون. إلى ذلك قتل ثلاثة متظاهرين وجرح خمسة آخرون على الأقل برصاص قوات الأمن عندما حاولت تفريق تظاهرة مناوئة للنظام أمام فرع وزارة التربية في محافظة تعز (250 كم جنوب العاصمة صنعاء)، ليرتفع عدد قتلى التظاهرات في تعز إلى 9 منذ مطلع الأسبوع الحالي. واتهمت السلطات المحلية في تعز التي تشهد حالاً من الغليان ودعوات إلى العصيان المدني، من وصفتهم ب «العناصر التخريبية التابعة لأحزاب المعارضة في تكتل المشترك بمحاولة فرض العصيان المدني على المحال التجارية وتعطيل الحركة العامة بالقوة وتحت التهديد، ومهاجمة المباني والمقار الحكومية بقوة السلاح والاستيلاء عليها». وأكد شهود في تعز ل «الحياة» أن رجال الأمن أطلقوا الرصاص في اتجاه محتجين اقتحموا مبنى مكتب الخدمة المدنية وفرع وزارة النفط ومقر النيابة ومزقوا صور الرئيس صالح وكتبوا على الجدران عبارة «مغلق من قبل الشعب»، قبل أن يهاجموا قسم الشرطة ويغلقوه أيضاً. من ناحية ثانية، تعهد زعيم تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي بمواصلة القتال بعد مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن، وقال مخاطباً الأميركيين في بيان نشر على الإنترنت امس إن «القادم أدهى وأمر وما ينتظركم أشد وأضر». وأضاف «سيكون عليكم أن تقاتلوا جيلاً آخر في إثر آخر حتى تفسد حياتكم وتعكر أيامكم وتسامون الخسف فالمعركة بيننا وبينكم لم يقدها أسامة فقط».