علقت دول الخليج العربية الاحد مبادرتها لتسوية الازمة اليمنية بعد ان رفض الرئيس علي عبد الله صالح توقيع اتفاق نقل السلطة قائلا إنه سيدفع البلاد نحو حرب اهلية.وقالت دول مجلس التعاون الخليجي في بيان بعد اجتماع وزاري طارئ في الرياض إنها قررت تعليق المبادرة "لعدم توافر الظروف الملائمة للموافقة عليها".واضاف البيان "ويتطلع المجلس الوزاري إلى توقيع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على الاتفاق في أسرع وقت لضمان تنفيذ الاتفاق والانتقال السلمي للسلطة."وكان صالح قال إن متشددي القاعدة قد يملأون فراغا سياسيا وامنيا إذا اجبر على التنحي وفي كلمة بثها التلفزيون اليوم الأحد حمل المعارضة المسؤولية عن انهيار الاتفاق.وقال صالح إنه اذا وقع اليمن في حرب اهلية فستكون المعارضة مسؤولة عنها وعن إراقة الدماء.وكان من شأن توقيع الاتفاق أن يجعل صالح ثالث زعيم عربي راسخ في السلطة تطيح به احتجاجات شعبية منذ يناير . وجاء فشل الجهود الدبلوماسية المكثفة لانجاز الاتفاق بعدما حاصر مسلحون موالون للحكومة اليمنية دبلوماسيين غربيين وخليجيين كانوا يقومون بمهمة الوساطة داخل سفارة في صنعاء لمدة ساعات قبل نقلهم بطائرة هليكوبتر. وقال دبلوماسي لرويترز بعد انهيار الاتفاق في اللحظة الاخيرة للمرة الثالثة "لقد فشل". وقال دبلوماسيون إن خمسة من أعضاء الحزب الحاكم وقعوا الاتفاق لكن صالح رفض التوقيع ووضع شروطا اضافية.وكان الاتفاق يقضي بمنح صالح حصانة من المحاكمة ويضمن له خروجا كريما من السلطة بعد أن حكم اليمن 33 عاما.وقال المحلل الامني تيودور كاراسيك في دبي "صالح ليس جادا بشأن الخروج من السلطة. وهذا جزء من استراتيجيته للبقاء في السلطة" مضيفا أن صالح البالغ من العمر 69 عاما لم يعد ينظر اليه على انه شريك جدير بالثقة.وتابع كاراسيك "قد يتمكن من التشبث بالسلطة لكن الضغط من الخارج سيكون كثيفا الان إلى حد يمكن معه القول إن أيامه باتت معدودة." وقتل أكثر من 170 محتجا يمنيا في حملة على المظاهرات التي تأتي في اطار موجة انتفاضات في العالم العربي أطاحت برئيسي تونس ومصر.وفي خطوة يرجح ان تثير غضب حلفاء اليمن في الخليج والغرب أحاط مسلخون موالون لصالح بسفارة دولة الامارات وحاصروا فيها دبلوماسيين يعملون على حل الازمة ومنعوهم من الذهاب الى قصر الرئاسة لمقابلة صالح.وقال شهود عيان إن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ظل لساعات في سفارة دولة الامارات العربية غير قادر على مغادرتها هو وسفير الولاياتالمتحدة وعدة سفراء اوروبيين. وذكرت وسائل إعلام رسمية إن الامارات حثت اليمن على تأمين سفارتها في صنعاء وقيل إن الوسطاء غادروا السفارة لاحقا بطائرة هليكوبتر. ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدثة باسم السفارة الامريكية للحصول على تعليق. وفي أماكن أخرى في صنعاء عبر بعض المتظاهرين المؤيدين لصالح من خلال مكبرات للصوت ركبوها في سياراتهم عن رفضهم للمبادرة الخليجية وما وصفوه بالانقلاب على الشرعية واغلق اخرون الطرق بالحجارة لمنع المرور. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال في كلمة ألقاها يوم الخميس وتناولت السياسة الأمريكية في العالم العربي إنه يجب على صالح أن "ينفذ التزامه بنقل السلطة". وحث دبلوماسيون اوروبيون الجانبين على الوصول الى اتفاق. ووقعت المعارضة التي تمثل ائتلافا يضم إسلاميين ويساريين الاتفاق أمس السبت بعد إشارات من الوسطاء الخليجيين الى أن صالح سيوقع اليوم. لكن دبلوماسيين قالوا إن صالح طالب بخصور مسؤولي المعارضة شخصيا الى القصر الرئاسي لتوقيع الاتفاق ثانية في حضوره. وقالت المعارضة إنها وقعت الاتفاق بالفعل ولن تستجيب لهذا المطلب. وغادر الزياني اليمن بعد قليل من رفض صالح التوقيع.ويتعرض مسؤولو المعارضة لضغوط لتفادي تقديم مزيد من التنازلات من جانب المحتجين في الشوارع الذين يقودهم الشبان والذين يسعون لانهاء حكم صالح على الفور وتعهدا بمواصلة الاحتجاجات الى أن يرحل الرئيس. وتظاهر عشرات الالاف من المحتجين سلميا اليوم الاحد في مدن مختلفة باليمن لمواصلة الضغط. وكانوا قد هددوا بتصعيد حملتهم بالقيام بمسيرات صوب مبان حكومية وهو أسلوب أدى إلى اراقة المزيد من الدماء عندما فتحت قوات الأمن النيران عليهم.وقال مسؤول من المعارضة إن اثنين من رجال القبائل المعارضين قتلا بالرصاص اليوم الاحد في منطقة ريفية قريبة من العاصمة صنعاء واصيب سبعة اخرون عندما حاولوا منع الحرس الرئاسي من التحرك في المنطقة.وعطلت الاضرابات التجارة في كثير من المدن وسببت الاحتجاجات نقصا في الوقود.