بعث الشقيق الأكبر للمعلمة سوزان الخالدي برقيةً عاجلةً إلى أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل بن عبدالعزيز يطلب فيها النظر إلى وضع شقيقته سوزان، خصوصاً بعد ما ذكر في وسائل الإعلام من أخبار مغلوطة عن تلقيها عنايةً كاملة، وأن حالها مستقرة. وقال ل «الحياة»: «طالبت أن تكون هناك عناية أكبر بشقيقتي، فنحن غير مرتاحين من إجراءات المسؤولين في مستشفى الملك عبدالعزيز من تحديد مواعيد للزيارة، وتفتيش ما نحمل في الدخول والخروج، وتعامل لا نجد له مبرراً في المرحلة المؤلمة التي نمر بها». وبخصوص ما تناوله الإعلام عن المتسبب في الحريق، قال سهيل شقيق المعلمة سوزان: «كل هذا لا يهمني، ما يهمني الآن وضع المدارس وتصميمها، أين النوافذ التي تسمح بمرور الدخان؟، أين السلالم في الطوابق الخلفية؟، لابد أن تكون هناك مراجعة وحيطة، فكل يوم نسمع عن حادثة، ووحدنا نحن من يدفع ثمنها». وتفاعلاً مع «الحياة»، وفي نفس اليوم الذي أبرق فيه سهيل للأمير خالد الفيصل (أمس الخميس) عن حال شقيقته سوزان، ونشر صورتها في «الحياة»، أجرى مكتب الأمير اتصالاً مع أسرتها، لإجراء اللازم معهم ومتابعة حالها، خصوصاً أن أسرة سوزان طلبت نقلها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي. وأوضح سهيل شقيق سوزان أنهم يريدون نقلها عاجلاً إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، وعلى استعدادٍ تام أن يوقعوا على نقلها إلى التخصصي على مسؤوليتهم، مبرراً ذلك بأن وضعهم في المستشفى غير مريح. وجالت «الحياة» على الطالبات الراقدات بمستشفى الجدعاني لحظة خروجهن، وحكت شوق الزهراني الطالبة بالصف الأول المتوسط لحظة اشتعال الحريق في المدرسة، وقالت: «كنا جميعاً بغرفة المعلمات، وكانت المعلمة ريم النهاري تبكي، فيما تحاول المعلمة غدير كتوعة طمأنتنا، هذا كل ما أذكره قبل أن أصاب بحال إغماء». ولا تزال سديم العمري حتى يوم خروجها من المستشفى تتحسس وجهها وما علق به من آثار الدخان الأسود المنبعث من الحريق، تقول: «كان بالنسبة لي يوماً أسود مخيفاً، لا أريد أن أتذكر منه شيئاً، فقد كان الخوف والفرار هو المسيطر على الموقف». وتعتزم والدة سديم العمري نقل ابنتها من المدرسة، ليس فقط بسبب الحريق ولكن لبعد المنزل عن المدرسة، وقالت: «ما زال حتى اليوم الدخان الأسود عالقاً في جسد ابنتي، تعبت وأنا أمسح وأغسل وجهها وكفيها، إلا أنه دخلت في مسام ابنتي». تلك الرغبة انتقلت إلى صديقاتها اللائي حضرن لزيارتها في المستشفى، إذ أكدت نور وجمانة رضا وليال إبراهيم السيد عزمهن على تغيير المدرسة، إذ أصبحت مصدر خوف بالنسبة لهن.