لفظت سوزان الخالدي معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة براعم الوطن يوم أمس أنفاسها الأخيرة متأثرة بالإصابة التي لحقت بها في حريق السبت قبل الماضي، وذلك بعد صراع طويل بين الحياة والموت على مدى 9 أيام. وكان المستشفى قد أعلن في وقت سابق وفاتها إكلينيكيًا (دماغيًا)، في حين تم قبيل عصر أمس فصل جميع الأجهزة عنها وإعلان وفاتها ومفارقتها للحياة تمامًا. وأوضح مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي باداوود ل «المدينة» أن المصابة تعرضت لأكثر من إصابة بليغة بمناطق متفرقة من جسدها كانت أخطرها إصابة بالجمجمة ورضوض بالمخ والعمود الفقري، مما نتج عنها الوفاة دماغيًا، وبعد ذلك انتقلت إلى رحمة الله تماما. وأكد «أن جميع ما يتم تناقله من وفاة المعلمة دماغيًا نتيجة تشبع المخ بغاز ثاني أكسيد الكربون كلام نظري يتحمل مسؤوليته من أدلى به». وكانت «المدينة» قد تواجدت أمس في مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة وتحديدًا في غرفة العناية المركزة قبيل وفاة المعلمة حيث تواجد عدد من أقاربها إلا أن الاطباء لم يسمحوا بالدخول لرؤيتها سوى لذويها المقربين. وقالت سهى الخالدي إحدى شقيقات المعلمة المتوفاة، في حديث خاص ل «المدينة» إن ما حدث لأختها قضاء وقدر، ولكن المشكلة كانت تكمن في المبالغة بتصميم نوافذ المدارس وعدم دراسة وضعية ابواب الطوارئ بشكل كافٍ حيث انها لا تفتح الا من جهة واحدة، فضلا عن وجودها جميعها في الدور الأرضي مما يعني عدم جدوى استخدامها بشكل فعلي بدليل عدم قدرة المحتجزات في الأدوار العليا على النزول مما اضطرهم لالقاء انفسهن من الدور الثالث. وتساءلت عن جدوى جرس إنذار الحرائق اذا لم يكن يعمل تلقائيًا حال وصول الدخان اليه، بالاضافة إلى العدد الكبير لطالبات المدرسة الذي زاد من صعوبة الموقف. وتصف الخالدي لحظة تلقيهم خبر اشتعال النار في المدرسة قائلة: العديد من اقاربي بناتهم يدرسن في المدرسة نفسها وعندما تأخر الوقت ولم تحضر سوزان إلى المنزل على غير العادة بدأت والدتي تقلق عليها خاصة وانها لم تكن تجيب على هاتفها وبدأ عدد من اقاربنا يتصلون علينا للاطمئنان عليها، عندها توجهنا إلى المدرسة وبدأت رحلة بحثهم عنها. وتضيف: بعدما وصل اخوتي إلى المدرسة بدأت رحلة البحث عن سوزان بين المنازل المحيطة بها والتي استقبلت الطالبات ولم نجدها، ومن ثم توجه الجميع إلى كل المستشفيات التي استقبلت المصابات بدءا بالجدعاني ثم الملك فهد حتى وجدناها قبيل المغرب في مستشفى الملك عبدالعزيز (المحجر)، وفي لحظة دخولها للمستشفى كانت تفتح عينها بين لحظة واخرى ودموعها تتساقط من هول ما حدث، مما جعلنا نتفاءل إلى حد ما، حتى فوجئنا في اليوم التالي بتدهور حالتها الصحية، نافية ما تردد عن أنها كانت مصابة مسبقا بجلطات ساعدت على تدهور حالتها الصحية. وتكمل سهى الخالدي وهي تغالب دموعها حديثها عن مأساة شقيقتها بحسرة شديدة قائلة: ما إن بدأت الصحف بالكتابة عن وضع سوزان ومخاطبتنا لمكتب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لنشرح له حالتها طالبين من سموه نقلها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي حتى بادر بالاتصال بنفسه وأمر بإرسال فريق طبي من مستشفى الملك فيصل لمعاينة حالتها، ولكن للأسف اشار الفريق الطبي بخطورة نقلها لأن حالتها الصحية لا تحتمل الحركة. من جانبه رفض سهيل الخالدي شقيق وتوأم المعلمة سوزان أن تحمل مسؤولية ما حدث للطالبات اللواتي اشعلن النيران، مؤكدًا أن الاطفال لا يدركون خطورة الكثير من تصرفاتهم، وهو يرى أن سوء أجهزة الإنذار وعدم صيانتها هي السبب الاساسي بالاضافة إلى المبالغة في وسائل اغلاق الابواب والنوافذ.وقد تم دفن الفقيدة فجر اليوم ( الاثنين) وسط مراسم تشييع الجثمان في مقبرة الفيصلية ، وذلك بعد وفاتها دماغيا نتيجة تشبع دماغها بغاز ثاني اكسيد الكربون ، وذلك نتيجة بقائها وسط الدخان لفترة طويلة وهي تحاول اخراج الطالبات قبل ان تقفز من النافذة و تصاب بكسر في الرقبة والحوض.