تبدأ القناة الثانية للتلفزيون الإيطالي «راي» في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) المقبل عرض مسلسل من الرسوم المتحركة ثلاثي الأبعاد مُستلهم من رائعة أنطوان دي سانت إكسوبيري «الأمير الصغير»، التي تُعتبر من أشهر أعمال القرن العشرين الأدبية. العمل إنتاج مشترك ضخم لشركة «راي فيكشن» التابعة للتلفزيون الإيطالي بالتعاون مع تلفزيونات فرنسا وألمانيا وسويسرا ومع مجموعة DQ الهندية، وهو من توزيع شركة «سوني بيكتشرز»، ونُفّذ في استوديو «ميتود أنيماسيون» الفرنسي بالتعاون مع المؤسسة المسؤولة عن حقوق المؤلف لأعمال الكاتب الكبير. ويحمل الإخراج توقيع بيير ألان شارتييه، أما حلقاته ال 52، فستُبث في الثامنة من صباح كل سبت وأحد لتصطحب المشاهدين في رحلات إلى 20 كوكباً مختلفاً، يواجه فيها بطل هذه القصة، الأمير الصغير، خطراً يهدد الكون بكامله بسبب الثعبان الذي يخلق مروره حالاً من الفوضى وسط الأجرام والنجوم لتنطفئ واحداً تلو الآخر. وتضطره هذه المهمة إلى الابتعاد عن كوكبه، بي 612، ومحبوبته الوردة ليقوم بجولة مليئة بالمغامرات برفقة صديقه الثعلب. يتميز العمل، من الناحية الفنية، بأمانة شديدة ويحاكي تقنيات الأبعاد الثلاثة في الرسوم، لكنه يتجاوز كونه ترجمة بالصورة للعمل إذ يبتكر عوالم وشخصيات جديدة. وتبدأ الحلقات باكتشاف كوكب «عصفور النار» حيث يعيش مواطنوه صاقلو الزمرد في منفى داخل محارة ضخمة، ثم تلي هذا الاكتشاف حلقات نزور في كل منها كواكب أخرى مثل كوكب الموسيقى أو كوكب عالِم الفلك لاكتشاف عوالم طريفة وساحرة غالباً ما تسيّرها قوانين غريبة ومثالية في بعض الأحيان. تطَلب تنفيذ المسلسل ثلاث سنوات و720 تصميماً مختلفاً إضافة إلى 18200 صفحة من اللقطات المرسومة لنقل عالم سانت إكسوبيري المفعم بالشاعرية والحلم، انطلاقاً من قيم ومبادئ عامة وشاملة مثل الحب والصداقة وبراءة الأطفال واحترام الطبيعة. ويشارك في هذا العمل عدد من الشخصيات الفنية والثقافية الإيطالية مثل الكاتب فينتشينسو تشيرامي (مؤلف أفلام روبيرتو بينينّي) الذي كتب إحدى الحلقات بالتعاون مع ماتّيو تشيرامي وتييري غودان، ويمنح الممثل الإيطالي بينو إنسينيا صوته لشخصية ثعبان. هناك أيضاً المغني سيموني كريستيكّي الفائز في مهرجان سان ريمو للأغنية الإيطالية عام 2007 ويؤدي أغنية مقدمة الحلقات وعنوانها «من كوكب إلى آخر». ويُعتبر كتاب «الأمير الصغير» مرجعاً ثقافياً شديد العصرية، تُرجم إلى 220 لغة ولهجة وبيع منه منذ العام 1943 أكثر من 140 مليون نسخة. وينطلق هذا النجاح من تطرق العمل إلى قضايا مهمة مثل علاقة الإنسان بالزمن والسعادة أو تجارب الحياة، إلى جانب انتقال القيم بين عالمي البالغين والأطفال، وتناقض المرئي واللامرئي والجمال والغوص داخل أعماق الذات وسبر أغوار لغزي الحياة والموت. وتأتي مغامرة «الأمير الصغير» التلفزيونية في إطار مشروع كبير يشمل طبع نسخ جديدة من الكتاب بالقصص المصورة، وسيتزامن مع عرض العمل إطلاق النسخة الإيطالية من موقع «الأمير الصغير» على شبكة الإنترنت. يُذكر أن عدد «أصدقاء» صفحة الأمير الصغير في شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» يزيد على 3 ملايين بينهم 400 ألف إيطالي.