بعد أربع سنوات من قيادة حزبكم للحكومة المغربية، كيف تقوّمون التجربة؟ - كل تقويم موضوعي لحصيلة الحكومة الحالية يرجّح أن الحصيلة كانت إيجابية. فمن جهة، انعكست الظروف الاقتصادية والمالية التي شهدتها دول متعددة، بخاصة في جوار المغرب، في شكل ملموس على بلدنا. ومن جهة أخرى، وهذا ما نود أن يعرفه الناخبون المغاربة، لقد فزنا في انتخابات 2007 بناء على تعاقد واضح بيننا وبين المواطنين يشمل برنامجاً دقيقاً. وحينما نعود إلى ذلك البرنامج نجد أن حزب الاستقلال وعلى رغم أن مدة الولاية كانت ناقصة، فإن ما يعادل 85 في المئة من تلك الالتزامات التي قدمناها في برنامجنا تم الوفاء بها. صدقيتنا السياسية تأتي من كوننا نضع برامجنا انطلاقاً من التشخيص المطابق للواقع. بعض من شاركوا معكم في الحكومة ينتقدون أداءكم اليوم، ما السبب؟ - هم لا يهاجمون الحصيلة لأنها مشتركة بيننا ولأنها ملموسة ولا يمكن الطعن بها. الذي حصل هو أن أطرافاً من الغالبية الحاكمة لجأت في الفترة الأخيرة إلى التحالف مع أطراف في المعارضة، وهو أمر ينظر إليه المراقبون السياسيون على أنه يتناقض والأعراف الديموقراطية، وأنه يخل بمبادئها، حيث إن التحالفات مسألة عادية ومن حق الأحزاب أن تلجأ إليها كلما كانت هناك قواسم تجمع بينها، أتحدث هنا عن قواسم واضحة. هذه التحالفات حينما تصبح بين أطراف في الحكومة وأطراف من خارجها وقبل الإعلان عن نتائج الانتخابات، فإنها تصبح مسألة هجينة. ما هي حظوظ حزبكم في ضوء تذمّر أوساط في الشارع خرجت تنادي برحيل بعض رموز حزبكم؟ - بالنسبة إلى وضع حزب الاستقلال، فهو وضع الحزب الواثق بقواعده والمعتمد عليها في خوض هذه الاستحقاقات... تعرفون أن الأمر لا يخضع لرغبة القواعد فقط، هناك أيضاً احتمالات تدخّل أطراف أخرى؟ - كل الملاحظين يجمعون على أن الإدارة المغربية ملتزمة إلى حد الساعة الحياد وتسهر على احترام القوانين المنظّمة للعملية الانتخابية والتي تم إقرارها في إطار من التوافق بين جميع الأطراف المشاركة في الحياة السياسية المغربية. وماذا عن تصريحات بعض القادة الذين يدّعون أنهم مدعومون من طرف الإدارة؟ - هذه أساليب غير أخلاقية قد يلجأ إليها البعض، أما نحن فإننا ننزّه أنفسنا عنها لأننا نعتبر أن المغرب منذ الخطاب الملكي ليوم 9 آذار (مارس) التاريخي دخل مرحلة جديدة وأننا اليوم في صدد إرساء قواعد عهد جديد يقطع مع كل الممارسات التي كان يلجأ إليها بعض الأطراف من أجل التغليط واستمالة الناخبين. إننا متأكدون من أن الشعب المغربي واع تمام الوعي بالتحول الكبير الذي يشهده المغرب من خلال إقرار الدستور الجديد، وبالتالي فالأحزاب السياسية الحقيقية ينبغي أن تعمل من أجل ترسيخ المكاسب الديموقراطية وتكريسها. هل تعتبرون حزبكم قادراً على تحقيق هذه الأهداف؟ - نعم، إننا على أتم الاستعداد لذلك، لأننا نعتبر أن واجبنا الوطني يحضّنا ويدعونا إلى تحمل مسؤولياتنا كاملة في المرحلة الراهنة لإنجاحها والسير قدماً بالبلاد نحو تحقيق طموحات الشعب المغربي في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. تقولون هذا على رغم أن التظاهرات في الشارع تنادي برحيل رئيس الحكومة الحالي وأمين عام حزبكم؟ - السيد عباس الفاسي، أمين عام حزب الاستقلال، أدى واجبه الوطني وقاد الحكومة خلال مرحلة صعبة في حياة بلادنا وحقق النجاح في ذلك، واليوم حزب الاستقلال لديه عدد كبير من الكفاءات القادرة على أن تحل محل عباس الفاسي وتواصل مسيرة التحديات. هل تتخوفون أنتم أيضاً من انتصار محتمل للإسلاميين؟ - نحن حزب ديموقراطي ولا يمكننا إلا أن نسلّم بنتائج الانتخابات كيفما كانت، شرط أن تجرى في إطار من الشفافية والنزاهة.