لندن - أ ف ب - يسبب الإفراط في استعمال الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية الرقمية آلاماً حادة وخطرة لدى المستخدمين مثل آلام العنق والإبهام الناجمة عن كثرة كتابة الرسائل القصيرة. ويقول تيم هتشفول من الجمعية البريطانية للمتخصصين في المعالجة اليدوية: «كانت تقصدني مريضة تعاني التهاباً في أوتار الإبهام بسبب استخدام مفاتيح الهاتف إلى حد أنها أصبحت عاجزة عن استعمال يدها طوال أسابيع». وتشهد الهواتف «الذكية التي يقوم المستخدم من خلالها ببعث الرسائل وتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، انتشاراً واسعاً. ويستخدم 44 في المئة من البريطانيين هواتفهم لأهداف أخرى غير المكالمة لمدة تتراوح بين نصف ساعة وساعتين يومياً، على ما أظهر استطلاع خاص بمنظمة «يو غوف» شمل 2034 راشداً بريطانياً. وتقول سامية مارغو من الاتحاد البريطاني للمعالجين الفيزيائيين إن «أجسامنا لا تعمل أساساً بهذه الطريقة»، مشددة على «المفاتيح الصغيرة جداً التي تدفعنا إلى إجهاد أصابعنا». وتضيف: «اضطر أحد المرضى للتوقف بسبب الآلام ولجأ إلى برنامج يتعرف إلى الأصوات». وإضافة إلى مشكلة المفاتيح، تدفع الشاشة المستخدم إلى الجلوس في وضعيات سيئة. فيقول تيم هتشفول إن «متوسط وزن الرأس يتراوح بين 4,5 و5,5 كيلوغرام». وفي الوضعية المثالية التي تشكل فيها الأذن والكتف والورك والركبة والكاحل خطاً مستقيماً، يتوزع وزن الرأس على أجزاء الجسم. ولكن عند النظر إلى الشاشة، يكون الرأس منحنياً إلى الأمام أكثر من اللازم «ونشعر بوزنه أكثر بأربعة أضعاف من العادة»، على ما يشرح هتشفول. وينتشر استعمال الأجهزة اللوحية الرقمية وأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية كالنار في الهشيم. ويقول 18 في المئة من المستخدمين إنهم يستعملونها لمدة تتراوح بين ساعتين وأربع يوميا، إلى جانب الكومبيوتر الذي بات أداة العمل الأكثر شيوعاً.