بدأت اللجنة المكلفة بتقصي أسباب حادثة الحريق الذي اشتعل في مجمع مدارس براعم الوطن التي وجه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بتشكيلها من الإدارة العامة للتربية والتعليم وشرطة محافظة جدة ممثلة في الأدلة الجنائية وشركة الكهرباء برئاسة الدفاع المدني، أمس أعمالها في التحقيق ورفع العينات من الموقع للتوصل إلى ملابسات ما جرى. مشيراً إلى أن التحقيقات والنتائج في مثل هذه الحوادث تستغرق بعض الوقت. وأكد مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي ل «الحياة» أن المدرسة المحترقة مجهزة بوسائل السلامة كافة، وتتوافر فيها مخارج الطوارئ، وهناك تقارير من إدارة التربية والتعليم تؤكد سلامتها، إضافة إلى وجود طفايات الحريق وخراطيم المياه وشبكة إنذار بها، يعزز ذلك تقرير من شركة السلامة يؤكد خضوع أنظمة السلامة للاختبار وسلامتها وجاهزيتها، إضافة إلى تأكيد تقرير من مكتب هندسي سلامة المبنى وقدرته على استيعاب الأحمال الموجودة فيه. وكشف جداوي تنفيذ المدرسة –وفقاً لما هو سار على جميع المدارس تتم متابعة تنفيذه من خلال لجان السلامة وإدارة التربية والتعليم- قبل نحو أسبوع تجربة إخلاء داخلي، إلا أن الفرضيات، يقول جداوي، مهما كانت تختلف في حال الحوادث الفعلية التي يؤثر فيها السلوك والهلع على تصرفات الأشخاص ما يؤدي إلى التدافع وعدم الالتزام بالأساليب الصحيحة التي وجه بها خلال الفرضيات عدا قدرة تحمل الإنسان لغاز أول أكسيد الكربون المنبعث من خلال الأدخنة الذي لم يتعد ثلاثاً إلى خمس دقائق ويحدث بعده الاختناق الذي يتسبب غالباً في وفاة الشخص. ونفى جداوي وجود أي حالات وفاة جديدة، عدا الوكيلة والمعلمة، فيما بلغ عدد الإصابات –بحسبه- نتيجة الحريق 54 حالة، حالتان منها راجعتا المستشفى مساء أول من أمس تعانيان من ضيق في التنفس نتيجة الأدخنة وجرى تقديم الرعاية لهما وغادرت 29 حالة المستشفيات. وأفصح مدير مدني جدة عن تلقي غرفة عمليات إدارته أمس ثلاثة بلاغات عن التماسات كهربائية في مدرستين ابتدائية وثانوية وكلية للبنات، كان أحد هذه البلاغات من شخص في الرياض اتصل على أحد زملائه يبلغه عن التماس لكنه كان بسيطاً في أحد المكيفات في المدرسة الابتدائية، وجرى التعامل معه من قبل المدرسة قبل وصول الفرق، فيما جرى التأكد من البلاغين الأخيرين وهما عبارة عن شكوك من وجود رائحة دخان لم تدع إلى ما يثير الخوف. صحياً، أكد مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود ل «الحياة» تحسن كثير من الحالات التي ما زالت تتلقى الرعاية الطبية في المستشفيات، عددها 54 حالة بينها حال واحدة حرجة لمعلمة تخضع للرعاية الفائقة نتيجة سقوطها، وما زالت البقية موزعة في مستشفيات الملك فهد والملك عبدالعزيز والجدعاني الذي تبقى فيه تسع حالات فقط، لافتاً إلى أنه تم المرور على المصابات للاطمئنان عليهن، إذ تتولى كوادر طبية مؤهلة تقديم الرعاية لهن.