تصاعدت شكاوى ذوي المصابين بمرض «الثلاسيميا» في محافظة الأحساء، من تدني الخدمات الصحية، التي يحصل عليها ذووهم في مستشفى الولادة والأطفال، منذ خمسة أشهر ولعل أبرزها نقص الأسرة في المستشفى، ما اضطر الكوادر الطبية والتمريضية إلى وضع مريضين في سرير واحد، فضلاً عن النقص «الحاد» في كميات الدم، فيما يحتاج المرضى إلى نقل الدم بشكل دوري. وتصل نسبة المصابين بأمراض الدم والحاملين لصفتها الوراثية، في الأحساء إلى نحو 30 في المئة. وأشارت أم عائشة، وهي أم واحدة لطفلة مريضة (ثماني سنوات)، إلى تأخر إعطاء طفلتها دماً منذ نحو أسبوعين، ما نتج عنه «تدهور في وضعها الصحي، وإصابتها بالتعب، والصداع»، مشيرة إلى اضطرارها إلى تغييب ابنتها عن المدرسة طوال تلك الفترة. وانتقدت كثرة تذرع المستشفى بتعطل الأجهزة. وذكرت أن «نسبة الهيموغلوبين في دم ابنتي انخفض في إحدى المرات، إلى خمس درجات، على رغم ذلك لم يوفروا لها سريرًا»، مضيفة أن المستشفى «يعاني من عدم توافرأكياس نقل الدم. فيما شهدت قبل فترة، حادثة تبذير، حين وضعوا مئتي مليغرام من الدم لابنتي، ورموا بقية الكيس، الذي كان يحوي 500 مل، في سلة المهملات». وأشارت أم أريج، وهي أم لطفلة أخرى مصابة ب»الثلاسيميا»، إلى معاناتها الدائمة من طول ساعات الانتظار، التي تتجاوز غالبا 10 ساعات، منتقدة عدم نظافة مرافق المستشفى. ولا تقتصر الشكاوى على المرضى وذويهم، إذ اشتكى بعض منسوبي المستشفى، من ضيق مساحة عيادة الإجراء اليومي، ونقص عدد الأسرة، التي لا تتجاوز السبعة، موضحين أن «المكان كان مخصصاً في السابق لمرضى «الثلاسيميا»، ومن ثم شاركهم فيه مرضى الكلى، والغدد الصماء، وفقدان المناعة، والأورام، ما يضطر المريض ومرافقه أحياناً، إلى شغل سرير واحد. وانتقدوا نقص أجهزة الملاحظة، التي تضمن نقل الدم الآمن، لافتين إلى وجود «جهاز واحد فقط». كما لفتوا إلى نقص في عدد الممرضات، إذ لا يتجاوزن الثلاث، إحداهن تعمل في المراسلة، مضيفين أن «بنك الدم يفتقر إلى الدم، وفي حال توافر متبرعين لا تتوافر أكياس، إضافة إلى عدم توافر التحاليل اللازمة، للتأكد من سلامة دم المتبرع، مثل اختبار فيروس الكبد الوبائي، وتحليل «ناتا»، إضافة إلى نقص محاليل المختبر»، مبينين أن المستشفى «أصبح عالة على مستشفى الملك فهد». كما شكوا من «عدم توفر اختصاصية اجتماعية في المستشفى، على رغم كثرة المشاكل الاجتماعية والنفسية التي تصيب مرضى الدم»، مشيرين إلى توفير ثمانية أسرة، «لم يتأكد بعد مدى صلاحيتها، إلا أن المكان يعاني من الضيق والاكتظاظ».