أحيا «حزب الكتائب اللبنانية» الذكرى الثالثة لاغتيال الوزير بيار أمين الجميل ورفيقه سمير الشرتوني، في قداس احتفالي أقيم في كنيسة مار انطونيوس في جديدة المتن، رأسه راعي ابرشية جبيل المطران بشارة الراعي ممثلاً البطريرك الماروني نصرالله صفير، وحضره، الى رئيس «حزب الكتائب» أمين الجميل وزوجته جويس وأفراد العائلة، رئيس الحكومة سعد الحريري الذي جلس الى جانب أرملة الوزير الراحل باتريسيا وحضن ولديها أمين والكسندر، وزير الداخلية زياد بارود ممثلاً رئيس الجمهورية، النائب أغوب بقرادونيان ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الإعلام طارق متري. وحضر كذلك نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ونائب رئيس الحكومة الوزير الياس المر، رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» دوري شمعون، تيمور وليد جنبلاط ممثلاً والده، الرئيس فؤاد السنيورة، ممثل «تيار المردة» في الحكومة الوزير يوسف سعادة، وحشد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والعسكرية. وقبل القداس وضع الرئيس الجميل وأفراد العائلة أكاليل عند نصب الوزير الجميل في مكان الاغتيال في الجديدة. وأقامت كشافة العنفوان مسيرة في مكان استشهاده كما وضعت عائلة الشرتوني اكليلاً امام نصب الوزير الشهيد. وقال الراعي في عظته: «بيار رجل الإيمان والحب والنضال حتى الاستشهاد سقط وسمير الشرتوني شهيدي لبنان عشية الاستقلال... ادرك انه يحمل اسم جده رجل الاستقلال ومؤسس الحزب مع ما ينطوي عليه هذا الإسم من ارث ودعوة وتحديات.» وأضاف: «ترك (الوزير الشهيد) اثرًا كبيرًا فكان بمثابة الصخرة للعائلة والكتائب والنيابة والوزارة. وجدد صخرة الحب والعطاء المتفاني وطورها نحتًا عمه شهيد لبنان الشيخ بشير وبنى عليها والده الكيان اللبناني. بنى حياته على صخرة الحب والإخلاص وخلق صخرتين هما امين وألكسندر وبعث فيهما من شخصيته.» وتوجه الراعي الى ارملة الشهيد وولديه، قائلاً: «تربية الولدين على خط ابيهما بطل لبنان، والدكما بطل يحب وطنًا كبيرًا ومن يحب وطنه يحاربه الأشرار». وتوجه الى الجميل الأب، قائلاً: «بيار كتب لك من بكفيا الى باريس يستأذنك البقاء في لبنان وأنت كتبت له من بكفيا الى السماء تعطيه الحق في خياره ولو كان بثمن الدم الثمين». وتابع: «كلكم يحمل شعار ما من حب اعظم من هذا وهو ان يبذل الإنسان نفسه عن احبائه.» الجميل وبعد القداس ألقى الجميل كلمة مؤثرة خاطب فيها ولده، وضمنها بعض المواقف السياسية اذ حض على استعادة «ثورة الأرز» داعياً إلى عدم «اضاعة الطريق». وتحدث الجميل عن صداقة الراحل مع الرؤساء سليمان وبري والحريري، وعن تعلق افراد العائلة بذكراه، لافتاً الى روحه المرحة وانفتاحه وإيمانه بإمكان حل المشكلات بالحوار. وطمأن الى ان «حزب الكتائب في ايد أمينة»، وقال مخاطباً الراحل: «مسيرتك مستمرة والنضال مستمر واليوم بالذات جاءتني مجموعة كبيرة من الرفاق جاؤوا من انتخابات جامعة اللويزة وانتصروا ليقدموا لك هذا الانتصار، فكانت بالنسبة الي هذه الشهادة بأنك حي بكل واحد من هؤلاء الشباب وبكل واحد منا ليس فقط حياً بالذكرى انما انت حي بالإرادة والإيمان والتصميم والعمل والمثابرة والانتصار لينتصر لبنان من خلال المبادئ التي آمنت وانتصرت بها». وقال الجميل: «في هذه المناسبة كأنك تحيي ثورة الأرز وهي وطنية لا تميز، هي ثورة لبنان السيد المستقل، هي الحرية والكرامة، كأنك تعود لتعطيها نفساً جديداً. كل القيادات الموجودة معنا اليوم تعبّر عن تضامنها وتصميمها لتستمر في هذا النضال الذي من أجله سقط كل الشهداء، ورئيس حكومتنا هو ايضاً مثلنا مع عائلته، عمّدوا وطنهم بالدم، فهم سيستمرون جميعاً يداً بيد لنحقق أمانينا وننجز الأهداف التي تقدم في سبيلها كل هذه التضحيات». وتابع: «في هذه المرحلة، تشكلت حكومة وحدة وطنية جمعت كل لبنان كل الفئات والطوائف وكل الاتجاهات، ونحن نطلب منك ومن كل الشهداء، الصلاة لنا لئلا نضيّع الطريق. وهذه الحكومة حكومة الوفاق نريدها فعلاً حكومة وفاق، وأخوك ورفيقك على رأسها، نريدها ان تنجح وتوصل لبنان كله الى مرفأ الأمان، هذه أمنيتنا». وزاد: «في هذه المناسبة أنت جمعتنا اليوم ولربما ليس من باب الصدف اطلاقاً إنما لهذا اللقاء رمزية خاصة وكأنك تدلنا على الطريق وتناشدنا لئلا نضلها وكأنك تحذرنا وتنبهنا وتقول لنا لا يوجد الا طريق التسامح والمحبة التي يمكن ان تعيد بناء لبنان وإنقاذه، في النهاية الى اي فئة انتمينا غداً ستجمعنا الأبدية فلماذا لا نستفيد لنحصن وطننا ونتجاوز الذات ونتجاوز الصغائر ونتكاتف ونتضامن من اجل المستقبل وأولادنا الذين لا يفرقهم امام المصير لا الدين ولا حزب ولا الفئوية؟». وأكد أن «هذا الوطن كلنا نحبه، هذا الوطن الذي ضحيتم في سبيله حتى الرمق الأخير وقدمتم التضحية القصوى يستحق، أن تكون هناك وقفة ضمير وقفة وجدان احتراماً لدم كل الشهداء من اي فئة او طائفة او حزب، فهم جميعاً شهداء لبنان لنتعظ من معنى الشهادة ونتكاتف جميعاً لنعود الى لبنان ويعود الينا بكرامة ويكون وطن الإنسان».