لا يهمني إذا فاز المنتخب السعودي على المنتخب الأسترالي، ولا يهمني إن تأهل المنتخب لكأس العالم في البرازيل أو بقي لاعبوه في الرياضوجدة. حتماً سأفرح بكل جوارحي إن فاز وتأهل، ولكن ما يهمني حقاً هو أن تسير أمور رياضة وطني على أكمل وجه. لا أطمح أبداً الى فرح زائف زائل سرعان ما تذروه الرياح بعيداً، ويلفه طي النسيان. بل اطمح لإنجازات تبقى خالدة محفورة بماء الذهب في سجلات التاريخ. وما يهمني أكثر هم شباب بلادي، الذين اتمنى ان اراهم في أحسن الأحوال نفسياً وفكرياً وعلمياً وثقافياً وصحياً ورياضياً. تهمني رياضة المملكة وشبابها اولاً وقبل كل شيء. ويهمني جداً ان يرفع العلم السعودي عالياً بعد كل انتصار يحققه شباب السعودية لا مشاركات شرفية لا فائدة منها. المنتخب السعودي ليس سوى «منتج» من أحد منتجات «منظومة» رياضية متكاملة. أي خلل في هذا المنتخب حتماً ينم عن «شيء ما» غير صحيح يجري في الخفاء او العلن في هذه المنظومة المتكاملة التي اجتهد، ولا يزال، القائمون عليها في صناعة «منتجات» رياضية تشغل وترضي شباب هذا الوطن الرائع. ولكن هناك «شيئاً ما» غير صحيح، وهناك أمور تسير وربما تجري بشكل لا يتمناه أولاً المسؤولون عن الرياضة والشباب ثم كل الجماهير وأبناء الوطن. بالأمس تعادل «الأخضر» مع منتخب عمان، فشل في الفوز للمرة الثانية على منتخب خليجي متوسط الامكانات والمواهب. الفرح «الهستيري» بعد الفوز على المنتخب «المتواضع» تايلاند لم يكتمل بتخطي عمان. واصبح لزاماً علينا ان ننتظر مباراة «الكنغارو» في استراليا بعد شهور عدة. مره أخرى سنعود للمعسكرات الطويلة و«تأجيل الدوري» ولعبة «الحسابات». ثم نلعب، في حالة التأهل، من المرحلة الاولى في احدى مجموعتين كمرحلة ثانية ابطالها عشرة منتخبات هي الافضل في آسيا، ليست من ضمنها منتخبات مثل تايلاند. أعود وأقول: لا يهم ان تأهلنا ام لم نتأهل! ما يهم هو ان تكون القاعدة سليمة بلا خلل. الجذور صحيحة من دون أعطاب. المنظومة متكاملة من دون نقص. العمل «استراتيجي» طويل المدى، لا «تكتيكي» مرحلي قصير المدى. هل حان وقت التغيير الشامل؟ هل حان وقت الشجاعة في مواجهة الذات؟ هل حان رسم منظومة جديدة تعنى بالرياضة والشباب في بلد عظيم بقيادته وأرضه وشعبه مثل المملكة؟ الاجابة: نعم من وجهة نظري.. نعم في رأيي. الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة بكل الرجال الأفاضل الذين يعملون بها أدوا ادواراً مميزة، جهودهم كانت ملموسة في مرحلة ما. ولكن زاد الحمل وتغير الزمن واختلفت قوانين وموازين اللعبة فأصبح التغيير لزاماً. اعتقد انه حان وقت إنشاء «وزارة الرياضة والشباب» بدلاً من «الرئاسة العامة» وتعيين الامير نواف بن فيصل وزيراً لها مع تعيين وكلاء جدد ورسم منظومة متكاملة جديدة كلياً بأشخاص مختلفين اصحاب فكر مختلف تماماً ومتجدد، وفصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن المنظومة الجديدة لتحقيق الاستقلالية الموجودة في معظم دول العالم. هذا التغيير من شروطه الا يكون تغييراً في المسمى فقط بل تغيير شامل كامل في الاشخاص والافكار وطريقة العمل واعتماد الموازنات، ووضع الاهداف ورسم الخطط والاهتمام بالمواهب ورياضة المدارس وانشاء استادات جديدة وملاعب في الاحياء وتوفير التدريب والتأهيل للاعبين في كل الالعاب المعتمدة في المسابقات الاولمبية. الشباب ثروة الأمم، والرياضة هي ثروة الشباب. حان الوقت لتكون لهذه الثروات «وزارة» تعنى بها وبمستقبلها. يحمل «وزيرها» أسبوعياً همومها وشؤونها وشجونها إلى «مجلس الوزراء» مثلها كمثل «التعليم» و«الصحة» و«النقل» و«التجارة» و«العمل». [email protected]