استبشرتُ بالتغييرات التي طرأت أخيراً في تركيبة قيادات الرئاسة العامة لرعاية الشباب، التي مر عليها زمن طويل جداً من دون تغيير حقيقي ومن دون حراك ملموس يجدد الدماء ويغير الفكر الذي تجمد عند حد معين، وللأسف أن هذا التجديد جاء متأخراً جداً وبعد أن وقعت «الرياضة السعودية» فريسة لهذا الجمود وغياب الدماء الجديدة ونالت أسوأ النتائج عبر تاريخها. وقد تكون أسباب التراجع كثيرة، ولكن حتماً كان جمود الفكر وتجمد الدماء في جسد «الرئاسة» يعد أحد أهم هذه الأسباب التي أدت إلى «نكسة» الرياضة في المملكة. ولم يكن سر سعادتي هو معرفتي التامة والكاملة بالأشخاص والقيادات الجديدة، فأنا لا أعرف إلا القليل منهم، وبطبيعة الحال لا أعلم هل سيكون النجاح حليف هؤلاء الجدد أم سيجافيهم النصيب والحظ والتوفيق..؟ ولا نعلم هل سيتمكن القادمون الجدد من إحداث تغيير فعلي وحقيقي وبث روح جديدة في جسد الرياضة السعودية، أم ستبقى الحال على ما هي عليه..؟ سنترك الأيام لتعطي حكمها العادل مع الزمن، ولكني سعدت ليقيني التام بأن الرياضة السعودية كانت في حاجة ماسة إلى تغيير الأسماء وتجديد الدماء التي تأتي دائماً بأمل وتتطلع للانطلاق نحو مستقبل أكثر رحابة ونجاحاً. ويبقى الآن الحمل ثقيلاً على القادمين الجدد، فالمهمة كبيرة والتراجع طاول تقريباً معظم الألعاب المختلفة بدءاً من «القدم» التي تسيدنا بها «آسيا» يوماً ما وتراجعنا حتى لم نعد نقوى على «الخليج» و«العرب»، وليت القادمين الجدد يدركون أن «الرياضة» التي جاءوا من أجل تطويرها هي ليست مجرد وسيلة «تسلية» للشبان فحسب، بل هي وسيلة تطوير مجتمعي، وطريقة من طرق الوصول إلى العالم الأول الذي ينمو بشكل متوازٍ ومتكامل، فلا يوجد تنمية حقيقية تهتم بالتعليم والصحة والاقتصاد والسياسة وتهمل الرياضة التي هي إحدى أعمدة تقدم الأمم والشعوب. واليوم إذ نعيش فترة الاحتفاء بيوم وطننا الذي بلغ سنته ال82، نسأل الله أن يوفق القائمين على الرياضة السعودية في اللحاق بركب الرياضة العالمية، وأن يوفقهم في اللحاق بركب التنمية المتكاملة التي نشهدها في مملكتنا الحبيبة، فلم يعد من اللائق أن تملك دولة لها مكانتها العالمية مثل السعودية منتخبات تتلقى الهزائم تلو الأخرى ولا يخرج رياضييها من المحافل الأولمبية سوى بميدالية «يتيمة». [email protected] @hishamkaaki