انطلق الدوري السعودي «دوري زين» الذي نتمنى أن يكون له من اسمه نصيب، وعادت الحياة إلى الملاعب الرياضية بعد فترة إجازة حفلت بكل أنواع الكسل والخمول وتغير أنظمة التغذية والنوم. البداية عادية؛ الفوز كان من نصيب الكبار؛ الهلال والاتحاد والشباب والنصر والأهلي، والهزيمة كانت من نصيب الفرق الأقل استعداداً للدوري أو الأكثر تأثراً بأنماط الإجازة الطويلة. بداية عادية جداً لدوري نتمناه مختلفاً وغير عادي. وهذا الاختلاف والتميز الذي نتمناه للدوري السعودي ليس فقط من أجل الإثارة الكروية المنشودة، ولا بغرض التسلية المشروعة، ولكن من أجل أن يكون لدينا مجال أكبر وأكثر رحابةً لصناعة منتخب وطني أفضل وأقوى وأكثر تماسكاً؛ فما شاهدناه في مباراتي عُمان وأستراليا هو شبه منتخب وأشباه لاعبين للأسف، ولا أدري ما الذي يجري منذ عام 2002 حتى الآن؟ وما الذي يحدث لمنتخبنا الوطني الذي يتراجع بشكل غريب وخطير على مستوى المهارة والتخطيط والفكر الكروي والتنظيم واللياقة والقتالية وعلى مستوى النتائج وانخفاض رغبة لاعبيه في تحقيق الفوز والوصول إلى الإنجازات وتحقيق البطولات؛ حتى أصبح «الأخضر» لقمة سائغة لكل مَن هب ودب، وقام وتدحرج؟! للأسف حتى جمهور «الأخضر» فقد الحماسة في متابعة منتخبه الذي أسعده كثيراً ثم أحزنه طويلاً! وقضية المنتخب السعودي تمثل المعضلة الكبرى في الرياضة الوطنية؛ فالجمهور الرياضي السعودي يعتبر المنتخب الكروي مؤشراً شاملاً للحركة الرياضية السعودية ككل؛ فهو في رأيه التاج والدرة؛ فإذا صلح حاله صلحت الرياضة السعودية، وإذا ساء ساءت، وهكذا. والحقيقة أن المنتخب الوطني يمثل أهم منتجات الرياضة السعودية، والخلل في هذا المنتج يدل على وجود خلل كبير في منظومة الرياضة السعودية التي يمثل الدوري السعودي إحدى ركائزها الرئيسية. وقد أثبتت السنوات الماضية أن الخلل في المنظومة الرياضية متعدد الأوجه ومتشعب الجذور؛ فالمسألة تتخطى بمراحل القضايا الهامشية مثل اختيار المدرب واختيار اللاعبين وتعيين المدير الإداري للمنتخب واستدعاء محمد نور وياسر القحطاني وتصميم جدول المعسكرات وغيرها من الأمور الفرعية. أداء المنتخب يعكس فشل منظومة رياضية متكاملة، ولا يتحمل هذا الأمر شخص أو شخصان، مهما علا شأنهما في المنظومة، ولكن يتحمل الأمر جميع القائمين على المنظومة الرياضية السعودية والمحيطين بها من كل جانب. أتمنى أن يكون هذا العام هو بداية التصحيح الرياضي عبر العمل الجاد على إصلاح الوضع الرياضي ككل، وغربلته من الداخل، وهز الكيان من الجذور حتى الأطراف، وإلا «سيظل الكتان كما كان»، و«تبقى حليمة على عادتها القديمة»، وعلى المتضررين اللجوء إلى التلفاز لمتابعة لقاءات برشلونة وريال مدريد ومنتخب إسبانيا وإطلاق الدعوات الصادقة بأن يصلح الله الحال. [email protected]