بعد يوم واحد من حريق شب في مجمع تعليمي في مدينة جدة وأدى إلى وفاة معلمتين وإصابة 46 طالبة، استيقظ أهالي منطقة حائل على فاجعة اليوم (الأحد)، تمثلت في حادثة مرورية قرب قرية مريفق (10 كيلو مترات جنوبي مدينة حائل)، تسببت في وفاة 12 طالبة يدرسن في جامعة حائل وسائقهن في الحافلة ومعلم وابنته في السيارة الثانية. ولم ينج من الحادثة المؤلمة سوى طالبة واحدة أصيبت إصابات بليغة وتتلقى العلاج في مستشفى حائل العام. وهرعت دوريات المرور والأمن والدفاع المدني وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادثة، وعملت على نقل الطالبات إلى المستشفى. وأوضح الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي في بيان، أن دوريات من مرور منطقة حائل برفقة متخصصين من جهات أمنية ومدنية باشرت حادثة تصادم بين سيارتين الأولى "جيب صالون" يقودها سعودي في العقد الثالث من العمر، وحافلة من طراز "نيسان" يقودها سعودي (29 عاماً) ويرافقه 13 طالبة، جنوب قرية مريفق في طريق ذو اتجاه واحد، مشيراً إلى أن الحادثة أدت إلى وفاة 11 طالبة ووفاة السائقين، وإصابة طالبتان إصابات بليغة (توفيت إحداهما لاحقاً) أدخلتا على إثرها مستشفى الملك خالد، وحدوث تلفيات شديدة في كلتا السيارتين، لافتاً إلى أن مدير شرطة المنطقة ومدير المرور ورئيس الحوادث ومدير الأدلة الجنائية وضابط خفر الحوادث وقفوا على الحادثة. وأكدت مصادر مقربة من الطالبات ل"الحياة"، أن الحافلة كانت تنقل الطالبات من مدينة الحليفة (200 كيلو متر جنوب مدينة حائل)، ما يجعلهن يخرجن من منازلهن عند الرابعة فجراً، مشيرة إلى أن طالبتين كانتا مخطوبتين وعلى وشك الزواج، فيما يعول سائق الحافلة المتوفى زوجتين وشقيقتيه. وتقدم أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن بتعازيه إلى أسر ضحايا الحادثة. وقال: "الفاجعة كبيرة والحزن عميق ولا نستطيع في هذا المصاب الجلل التعبير"، موجهاً بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة تفاصيل الحادثة والجوانب المتعلقة بنقل الطالبات المتوفيات وغيرهن، ومعاقبة المقصرين، والعمل على إيجاد الحلول الشاملة لمشاكل النقل والطرق وتسريع خطوات افتتاح فروع للجامعة في المحافظات والمدن التابعة للمنطقة. كما وجه أمير منطقة حائل وكيل إمارة المنطقة الدكتور سعد البقمي بالانتقال إلى مستشفى الملك خالد والإشراف على تقديم الخدمات الطبية للمصابات بالتنسيق مع مدير شرطة منطقة حائل اللواء يحيى البلادي والمدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الدكتور نواف الحارثي، والوقوف مع أسر المصابات والمتوفين. وباشرت اللجنة المشكلة أعمالها للرفع بتفاصيل الحادثة وخدمات النقل المقدمة للطالبات ومعرفة اشتراطات السلامة في سيارات النقل لاتخاذ اللازم. وطالب عدد من أهالي منطقة حائل الاهتمام بأرواح الطالبات التي يقطعن مسافات طويلة تصل إلى مسافة 500 كيلو متر ذهاباً وإياباً أحياناً، داعين إلى التدخل السريع لحل تلك المشكلة والحد من تكبد الطالبات عناء السفر يومياً لمسافات طويلة، والإسراع في تشغيل طائرات الإسعاف الجوي التابعة لهيئة الهلال الأحمر السعودي في المنطقة.