لاهاي - ا ف ب - أكدت المحكمة الجنائية الدولية السبت ان ليبيا "ملزمة" التعاون معها وتسليمها سيف الاسلام القذافي، واعلنت عن ارسال مدعيها الى طرابلس للبحث في مصير نجل الزعيم السابق مع السلطات الليبية الجديدة. وقال ناطق باسم المحكمة فادي العبد الله ان "السلطات الليبية ملزمة التعاون مع المحكمة بما في ذلك في ما يتعلق باعتقال وتسليم سيف الاسلام الى المحكمة". من جهتها، قالت فلورانس اولارا وهي متحدثة باسم مكتب مدعي المحكمة لفرانس برس ان مدعي المحكمة الجنائية الدولية "سيتوجه الى ليبيا الاسبوع المقبل في اطار جهود التعاون مع السلطات الليبية". ولم يستبعد العبد الله امكانية محاكمة نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في ليبيا. وقال "اذا رأت السلطات الليبية ان محاكمة على المستوى الوطني هي حل امثل فعليها ان تطلب من المحكمة الا تقبل القضية في لاهاي وفقا لمبدأ التكامل". وبموجب هذا المبدأ، لا يمكن للمحكمة الدولية ملاحقة مرتكبي عمليات الابادة والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب الا عندما يكون قضاء البلد المعني لا يريد او غير قادر على اجراء تحقيق او ملاحقات. واوضح العبد الله انه "يجب ان يدرس القضاة الطلب الليبي ويبتوا في امكانية اجراء المحاكمة في ليبيا"، مشيرا الى انه في هذه الحالة "يجب ان تجري الاجراءات في ليبيا على اساس الاتهامات نفسها المدرجة في مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية". وتابع "ليست هناك قواعد محددة لمهلة تسليم سجين او لتقديم طلب برد القضية وكل قضية تدرس على حدة". واكد حلف شمال الاطلسي انه "يثق" بالسلطات الليبية وبالمحكمة الجنائية الدولية لاحقاق العدل "من اجل بناء ليبيا على اساس دولة القانون واحترام حقوق الانسان"، على حد قول الناطقة باسم الحلف اوانا لينغسكو. ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السلطات الليبية الى التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة سيف الاسلام القذافي. من جهته، عبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن امله في تنظيم محاكمة "مطابقة للمعايير الدولية". وقال ان "الحكومة الليبية قالت لنا مجددا اليوم انها ستجري محاكمة مطابقة للمعايير الدولية ومن الضروري ان يكون الامر كذلك". واكدت الولاياتالمتحدة انه على السلطات الليبية ان تعامل سيف الاسلام القذافي "بطريقة انسانية". وقالت الخارجية الاميركية انه يجب ان يخضع لمحاكمة عادلة. من جهته، عبر وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي دي سانت اغاتا عن امله في اجراء محاكمة "تحترم القواعد الدولية" لسيف الاسلام. وكان ثوار سابقون اعتقلوا في جنوب ليبيا سيف الاسلام. واعلن رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الرحيم الكيب السبت ان سيف الاسلام سيحظى ب"محاكمة عادلة وسيحظى بالحقوق التي يرعاها القانون وهي الحقوق التي حرم منها شعبنا طيلة اربعة عقود". واكد ان "النظام القضائي الليبي سيتصل بالمحكمة الجنائية الدولية للنظر في المكان الذي سيحاكم فيه سيف الاسلام"، مضيفا ان "اي تعاون مع المنظمات الدولية مرحب به". واصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 27 حزيران/يونيو مذكرة توقيف دولية بحق سيف الاسلام القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية كما اتهمته بلعب "دور اساسي في تنفيذ الخطة" التي اعدها والده "لقمع" الانتفاضة الشعبية "بكل الوسائل". ولم يكن سيف الاسلام (39 عاما) يشغل اي منصب رسمي لكن كان له نفوذ كبير مع تحوله في السنوات الاخيرة الى موفد للنظام الليبي الاكثر مصداقية ومهندس الاصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب. لكنه منذ اندلاع الثورة في منتصف شباط/فبراير دأب على استخدام لهجة عدائية وخاض مقاومة شرسة من اجل انقاذ نظام والده. وكان سيف الاسلام اخر ابناء معمر القذافي الفارين في ليبيا بعد مقتل ثلاثة من اخوته خلال النزاع وهم سيف العرب في قصف حلف شمال الاطلسي في نيسان/ابريل وخميس في معارك بعد سقوط طرابلس نهاية اب/اغسطس والمعتصم بعد اعتقاله في سرت. ولجأ بقية ابناء القذافي الى بلدين مجاورين، محمد وهانيبال وعائشة مع ارملته صفية الى الجزائر والسعدي الى النيجر.