دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب - سقط أمس تسعة قتلى في سورية، سبعة مدنيين ومنشقان، في اليوم الأخير من المهلة التي حددتها الجامعة العربية للنظام السوري ليوقف أعمال العنف في ظل تزايد التحذيرات الدولية من اندلاع «حرب أهلية» في سورية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن: «قتل ثلاثة مدنيين في بلدة كفر تخاريم في ريف ادلب (شمال غرب) خلال الاقتحام العسكري الذي قامت به القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها، كما قتل مدنيان وعسكريان منشقان خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين عنه في القصير الواقعة في ريف حمص (وسط) كما قتل آخر برصاص قناصة في حمص». وأشار إلى أن «أربعة مواطنين أصيبوا بجراح إثر إطلاق رصاص من جانب القوات السورية قرب المشفى الوطني في القصير». يأتي ذلك غداة مقتل 15 مدنياً بينهم طفلان برصاص الأمن، أربعة وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب) وثلاثة في ريف دمشق وخمسة مدنيين في حمص (وسط) وآخر في ريف حماة (وسط) وطفل في درعا، كما أفاد المرصد. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سورية المشرفة على سير أحداث الحركة الاحتجاجية أن الجيش «بدأ اقتحام بلدة شيزر (ريف حماة) وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أمس أن «الجهات المختصة نفذت عملية نوعية تم خلالها إلقاء القبض على أكثر من 140 مطلوباً في مناطق متفرقة من جبل الزاوية وريف معرة النعمان بينهم 60 في كفر نبل وكفر روما» في شمال غربي البلاد. وزادت أن العملية «نفذت بدقة متناهية بعد مداهمة عدد من المواقع التابعة لعناصر المجموعات الإرهابية بناء على تحريات ومعلومات متقاطعة». وباتت تقع مواجهات متزايدة بين منشقين عن الجيش السوري وقوات الأمن النظامية في مختلف أنحاء البلاد مما ينذر بشبح «حرب اهلية» صدرت تحذيرات منها في تركيا والولايات المتحدة وروسيا على حد سواء. وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الأربعاء الماضي خلال اجتماعهم في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة أيام بروتوكولاً يحدد «الاطار القانوني والتنظيمي» لبعثة المراقبين العرب المزمع ارسالها الى سورية. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عشية انتهاء هذه المهلة انه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت «تعديلات على مشروع البروتوكول في شأن المركز القانوني ومهمات بعثة مراقبي الجامعة الى سورية، وهذه التعديلات محل دراسة الآن». وعشية انتهاء المهلة، خرجت تظاهرات مسائية في أحياء عدة من مدينة حمص واجهها الأمن بإطلاق النار، ما أسفر عن سقوط 11 جريحاً منهم 4 في حالة خطرة في حي الخالدية، كما اكد المرصد. وأضاف أن عدداً من أحياء المدينة شهد عمليات اقتحام من جانب الامن السوري مثل أحياء الانشاءات وجورة الشياح والقرابيص ترافقت مع اطلاق رصاص. ولفت الى ان حي الغوطة شهد وجوداً أمنياً كثيفاً حيث سرعان ما تفرقت التظاهرة المسائية حين اقتحمت أكثر من 11 مدرعة الحي كما تواصل اطلاق النار الكثيف في معظم الأحياء مساء الجمعة. كما شهد ريف حمص تظاهرات مسائية في مناطق عدة مثل الحولة ومدينة تدمر، وفق المصدر نفسه.