اقتحمت قوات من الجيش السوري أمس بلدة في شمال غرب البلاد، غداة مقتل 15 مدنيًا وقبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف أعمال العنف في سوريا. وفيما أعلنت مصادر رسمية أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سيجري غدًا الاثنين في لندن محادثات مع قادة المعارضة السورية الذين سيلتقون أيضا مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. كشف دبلوماسي عربي في بيروت أن دمشق طلبت من الجامعة العربية تعديل 18 بندا في مشروع البروتوكول المتعلق بالمركز القانوني ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة إرسالهم إلى سوريا. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه: إن «سوريا ترفض السماح للمراقبين بدخول المستشفيات والسجون كما أنها لا تريد وجود نشطاء مدنيين بين المراقبين. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا المشرفة على احداث الحركة الاحتجاجية أن الجيش «بدأ اقتحام بلدة شيزر (ريف حماة) وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة». ويأتي ذلك غداة مقتل 15 مدنيا بينهم طفلان برصاص الأمن في عدد من المدن السورية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد أن «15 مدنيا بينهم طفلان قتلوا الجمعة هم أربعة وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب) وثلاثة في ريف دمشق وخمسة مدنيين في حمص (وسط) وآخر في ريف حماة (وسط) وطفل في درعا». وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الأربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة أيام بروتوكولا يحدد «الإطار القانوني والتنظيمي» لبعثة المراقبين العرب المزمع إرسالها إلى سوريا. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الأربعاء في عشية انتهاء هذه المهلة انه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت «تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا». وقال: إن «هذه التعديلات هي محل دراسة الآن». وعشية انتهاء المهلة خرجت تظاهرات مسائية في عدة أحياء من مدينة حمص واجهها الأمن بإطلاق النار ما أسفر عن سقوط 11 جريحًا منهم 4 بحالة خطرة في حي الخالدية، حسبما أكد المرصد. وأضاف أن عددًا من الأحياء من المدينة شهد عمليات اقتحام من قبل الأمن السوري كأحياء الإنشاءات وجورة الشياح والقرابيص ترافق مع إطلاق رصاص. ولفت إلى أن حي الغوطة شهد تواجدًا أمنيًا كثيفًا، حيث سرعان ما تفرقت المظاهرة المسائية حين اقتحمت أكثر من 11 مدرعة الحي كما تواصل إطلاق النار الكثيف في معظم الأحياء مساء الجمعة. كما شهد ريف حمص تظاهرات مسائية في عدة مناطق مثل الحولة ومدينة تدمر بحسب المصدر نفسه. إلى ذلك، أعلنت مصادر رسمية أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سيجري غدا الاثنين في لندن محادثات مع قادة المعارضة السورية الذين سيلتقون أيضا مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية: إن «وزير الخارجية سيلتقي المعارضة السورية». وأضافت أن هيغ سيجري الاثنين مباحثات مع ممثلين عن «المجلس الوطني السوري» و»لجنة التنسيق من أجل التغيير الديموقراطي في سوريا» بعد اشهر من الاتصالات التي جرت وراء الكواليس، على حد قوله. وصرحت المتحدثة نفسها «منذ اشهر نجري بشكل منتظم اتصالات مع مختلف الشخصيات السورية المعارضة. الآن نحن نكثف هذه الاتصالات». وتابعت انه في إطار «تكثيف» الاتصالات بالمعارضة السورية، قرر هيغ تعيين السفيرة البريطانية السابقة في بيروت فرانسيس غاي مسؤولة عن الاتصالات مع المعارضة السورية في الخارج. وقالت المتحدثة باسم الوزارة: إن «وزير الخارجية كلف المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية فرانسيس غاي القيام بهذه المهمة». وسيكون هذا الاجتماع أول لقاء علني بين لندن ومسؤولي المعارضة السورية للرئيس بشار الأسد. من جهة أخرى، قال مصدر حكومي بريطاني: إن «ممثلي المعارضة السورية سيلتقون أيضا في لندن مسؤولين كبارا في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون». وكان وزير الخارجية البريطاني دعا الأسد إلى التنحي. والاثنين، دعا هيغ في بروكسل إلى تشديد العقوبات ضد نظام الرئيس السوري. وقال «من المهم جدا أن نفكر في إجراءات إضافية بهدف تشديد الضغط على نظام الأسد».