انتهت امس المهلة التي منحها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالرباطلدمشق للتوقيع على مذكرة تفاهم لإرسال مراقبين إلى سوريا، وقد طلبت دمشق تعديلات على الوثيقة وخصوصا ما يتعلق بمركز ومهام المراقبين بحسب نبيل العربي أمينُ عام جامعة الدول العربية، موضحا أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم وتضمنت "تعديلات على مشروع البروتوكول في شأن الوضع القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا. ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول سوري أن التعديلات التي وضعتها سوريا "تحافظ على روح النص وطبيعة المهمة، لكنها تشترط درجة أكبر من التنسيق مع الحكومة السورية لحفظ سيادة سوريا". وبيّن أن "سوريا أبدت استعدادًا لاستقبال بعثة من الجامعة العربية، يكون ضمنها مراقبون في حال تم الاتفاق على التعديلات التي طلبتها دمشق"، موضحا أنه يجري حاليا العمل على بعض التفاصيل، لكنه لفت إلى أن ذلك لا يهدف إلى "عرقلة مهمة" الوفد. ونقلت مواقعُ للمعارضة السورية عن بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري قولها: إن دمشق تعترض على ثماني عشرة نقطة خاصة باتفاقية ارسال المراقبين العرب، منها دراسة ملف كل مراقب ومنع الوفود من التواصل المباشر مع الشعب ومنعهم أيضا من الوصول الى المستشفيات والسجون. كما عرضت دمشق أيضا اطلاق سراح المعتقلين على دفعاتٍ في مدة غير محددة. ميدانيا، قتل ثلاثة اشخاص بينهم مدني امس فيما اقتحمت قوات من الجيش السوري بلدة في شمال غرب البلاد غداة مقتل 15 مدنيا في اليوم الاخير من المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف اعمال العنف في سوريا. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان "استشهد مواطن خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية صباح السبت في بلدة حلفايا في ريف حماة بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية. وفي المنطقة نفسها، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا المشرفة على سير احداث الحركة الاحتجاجية ان الجيش "بدأ اقتحام بلدة شيزر وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة". ونقل المرصد عن ضابط منشق "استشهد عسكريان منشقان خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين في القصير" الواقعة في ريف حمص. واضاف المرصد ان "اربعة مواطنين اصيبوا بجراح اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية قرب المشفى الوطني في القصير". وتتزايد حاليا المواجهات بين منشقين عن الجيش السوري وقوات الامن النظامية في مختلف انحاء سوريا. وامس قتل 15 مدنيا بينهم طفلان برصاص الامن في عدد من المدن السورية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد ان "15 مدنيا بينهم طفلان قتلوا الجمعة هم اربعة وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا وثلاثة في ريف دمشق وخمسة مدنيين في حمص واخر في ريف حماة وطفل في درعا". وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الاربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة ايام بروتوكولا يحدد "الاطار القانوني والتنظيمي" لبعثة المراقبين العرب المزمع ارسالها الى سوريا. واعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاربعاء في عشية انتهاء هذه المهلة انه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت "تعديلات على مشروع البروتوكول بشان المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة الى سوريا". وقال ان "هذه التعديلات هي محل دراسة الآن". وعشية انتهاء المهلة خرجت تظاهرات مسائية في عدة احياء من مدينة حمص واجهها الامن باطلاق النار ما اسفر عن سقوط 11 جريحا منهم 4 بحالة خطرة في حي الخالدية، حسبما اكد المرصد. واضاف ان عددا من احياء المدينة شهد عمليات اقتحام من قبل الامن السوري مثل احياء الانشاءات وجورة الشياح والقرابيص ترافق مع اطلاق رصاص. ولفت الى ان حي الغوطة شهد تواجدا أمنيا كثيفا حيث سرعان ما تفرقت المظاهرة المسائية حين اقتحمت أكثر من 11 مدرعة الحي كما تواصل اطلاق النار الكثيف في معظم الأحياء مساء الجمعة. كما شهد ريف حمص تظاهرات مسائية في عدة مناطق مثل الحولة ومدينة تدمر بحسب المصدر نفسه.