قتل 13 شخصا بينهم سبعة مدنيين أمس، فيما اقتحمت قوات من الجيش السوري بلدة حلفايا في ريف حماة، بينما قامت القوات السورية بقصف مدينة حمص، غداة مقتل 15 مدنيا في اليوم الاخير من المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف اعمال العنف. وفي لندن اعلنت مصادر رسمية ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سيجري غدا محادثات مع قادة المعارضة السورية، الذين سيلتقون مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ايضا. وتفصيلا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان «استشهد مواطن خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية صباح امس في بلدة حلفايا (ريف حماة)، بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية، في حين قال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، إن ستة مدنيين جدد سقطوا برصاص القوات السورية، بينهم اثنان في القصير الواقعة في ريف حمص وثلاثة في بلدة كفر تخاريم الواقعة في ريف ادلب وآخر برصاص قناصة في حمص. وأضاف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن منشقين هاجموا بالرصاص سيارة تقل اربعة عناصر تابعين للاستخبارات الجوية بالقرب من قرية المختارة الواقعة على طريق السلمية-حمص، ما اسفر عن مقتلهم جميعا. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سورية المشرفة على سير احداث الحركة الاحتجاجية، أن الجيش بدأ اقتحام بلدة شيزر، وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة. ونقل المرصد عن ضابط منشق «استشهد عسكريان منشقان خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين في القصير الواقعة في ريف حمص (وسط)». وأضاف المرصد ان أربعة مواطنين اصيبوا بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية قرب المستشفى الوطني في القصير. وقال نشطاء إن قصف القوات السورية استهدف حي بابا عمرو المضطرب بمدينة حمص، لكن لم ترد على الفور تقارير حول الضحايا. وأضاف النشطاء أنه في غضون ذلك قامت الحكومة بحملة واسعة، استهدفت مدينة معرة النعمان بالقرب من الحدود مع تركيا بحثا عن عناصر منشقة عن الجيش هاجموا منشآت عسكرية. من جهة أخرى، اعتقلت القوات الأمنية السورية في محافظة إدلب أمس 140 مطلوباً. وذكرت وكالة الأنباء السورية ان الجهات المختصة في المحافظة نفذت عملية نوعية تم خلالها إلقاء القبض على أكثر من 140 مطلوبا، في مناطق متفرقة من جبل الزاوية وريف معرة النعمان، بينهم 60 في كفر نبل وكفر روما. وأمس قتل 15 مدنيا بينهم طفلان برصاص الامن في عدد من المدن السورية، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، وذكر المرصد ان 15 مدنيا بينهم طفلان قتلوا الجمعة هم اربعة وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب)، وثلاثة في ريف دمشق، وخمسة مدنيين في حمص (وسط)، وآخر في ريف حماة (وسط)، وطفل في درعا. وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الاربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة ايام بروتوكولا يحدد الاطار القانوني والتنظيمي لبعثة المراقبين العرب المزمع ارسالها الى سورية. وأعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاربعاء عشية انتهاء هذه المهلة، أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة الى سورية، وقال ان هذه التعديلات هي محل دراسة. من جانبه، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي «سيتم إصدار بيان من الجامعة بتحديد آخر تطورات الوضع بالنسبة للأزمة السورية وإيضاح الخطوات التي سيتم اتخاذها في إطار الموقف السوري، بعد انتهاء المهلة التي وضعتها الجامعة لالتزام دمشق بخطة السلام العربية. وعشية انتهاء المهلة خرجت تظاهرات مسائية في احياء عدة من مدينة حمص واجهها الامن بإطلاق النار، ما اسفر عن سقوط 11 جريحا منهم أربعة بحالة خطرة في حي الخالدية، حسب ما اكد المرصد. وأضاف ان عددا من احياء المدينة شهد عمليات اقتحام من قبل الامن السوري مثل احياء الانشاءات وجورة الشياح والقرابيص، ترافق مع اطلاق رصاص. ولفت الى ان حي الغوطة شهد وجودا أمنيا كثيفا، وسرعان ما تفرقت التظاهرة المسائية، حين اقتحمت أكثر من 11 مدرعة الحي كما تواصل إطلاق النار الكثيف في معظم الأحياء مساء الجمعة. كما شهد ريف حمص تظاهرات مسائية في مناطق عدة، مثل الحولة ومدينة تدمر بحسب المصدر نفسه. في الاثناء اعلنت مصادر رسمية ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سيجري غدا في لندن محادثات مع قادة المعارضة السورية الذين سيلتقون ايضا مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ايضا. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن وزير الخارجية سيلتقي المعارضة السورية. وأضافت ان هيغ سيجري مباحثات مع ممثلين عن المجلس الوطني السوري، ولجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية، بعد اشهر من الاتصالات التي جرت وراء الكواليس، على حد قوله. وصرحت المتحدثة نفسها «منذ اشهر نجري بشكل منتظم اتصالات مع مختلف الشخصيات السورية المعارضة، الان نحن نكثف هذه الاتصالات». وتابعت انه في اطار تكثيف الاتصالات بالمعارضة السورية، قرر هيغ تعيين السفيرة البريطانية السابقة في بيروت فرانسيس غاي مسؤولة عن الاتصالات مع المعارضة السورية في الخارج. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ان وزير الخارجية كلف المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية فرانسيس غاي القيام بهذه المهمة. وسيكون هذا الاجتماع اول لقاء علني بين لندن ومسؤولي المعارضة السورية للرئيس بشار الاسد. من جهة اخرى، قال مصدر حكومي بريطاني ان ممثلي المعارضة السورية سيلتقون ايضا في لندن مسؤولين كبارا في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وفي موقف مغاير قالت جماعة «الإخوان المسلمين» السورية إنها لا تقبل تدخلاً عسكرياً تركياً لحماية المدنيين. وكان المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سورية محمد رياض شقفة قد اعلن الخميس، قبول الشعب السوري تدخلاً تركياً وليس غربياً لحماية المدنيين. وأكد نائب المراقب العام ل«الإخوان المسلمين» والناطق باسمهم في المجلس الوطني السوري فاروق طيفور في تصريحات صحافية: ما قاله شقفة أن القبول بتدخل تركي أتى في سياق الكلام عن التدخل الدولي لحل الأزمة السورية، ولفت خلالها إلى أننا نسعى إلى أن يكون الحل عربيا، لكن إذا لم يتوقف النظام السوري عن القتل فلن يكون لديها مانع من تدخل وحظر جوي تركي دون أن يعني ذلك تدخلا عسكريا. ونفى طيفور ان يكون «الإخوان» قد طلبوا من تركيا فرض منطقة حظر جوي على طول حدوده مع الجانب السوري لحماية المدنيين.