توصلت الدول الست، المعنية بالملف النووي الايراني في فيينا أمس، الى مشروع قرار متوازن يُشكل تسوية بينها، إذ يعرب عن «قلق عميق ومتزايد» إزاء «التحدي» الذي تبديه طهران، متجنباً في الوقت ذاته منحها شهراً فترة اختبار، لتنفذ التزاماتها وتدحض معلومات أوردتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير، تتحدث للمرة الأولى عن اختبارات «سرية» لصنع سلاح نووي. أتى ذلك خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا، الذي سيصوّت على مشروع القرار قبل اختتام أعماله اليوم. وكانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون، يسعون الى إنذار ايران بوجوب التعاون مع الوكالة لتبديد مخاوفها، فيما عارضت روسيا والصين أي قرار قوي يدين طهران. ويعرب مشروع القرار عن «قلق جدي من مواصلة ايران تحدي متطلبات وواجبات تتضمنها قرارات أصدرها مجلس محافظي الوكالة الذرية ومجلس الأمن». كما يشير الى «قلق عميق ومتزايد من المسائل التي لم تُسوَّ، حول البرنامج النووي الايراني، بما في ذلك تلك التي تتطلّب توضيحاً لاستبعاد وجود أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج. ويلفت مشروع القرار الى أهمية أن «تكثف ايران والوكالة الذرية الحوار بينهما، للتوصل الى تسوية ملحة لكل المسائل المهمة العالقة، بما فيها الوصول الى كل المعلومات والوثائق والمواقع والمواد والأفراد ذوي الصلة في ايران». كما يحضّ ايران «مجدداً على الامتثال في شكل كامل ومن دون تأخير، لواجباتها بحسب القرارات ذات الصلة» لمجلس الأمن، والتي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم. ولفتت وكالة «أسوشييتد برس» الى ان تعبيري «قلق جدي» و»قلق عميق ومتزايد»، يُعتبران قويين في اللغة الديبلوماسية، لكن مشروع القرار لا ينصّ على إحالة الملف النووي الايراني على مجلس الأمن، إذا واصلت ايران التحدي، على رغم أن ديبلوماسيَين اشارا الى ان ذلك قد يحدث، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة في آذار (مارس) المقبل. مصدر ديبلوماسي في فيينا قال ل «الحياة»، إن الصين وروسيا أيدتا مشروع القرار في صيغته المعدلة، بعد سحب بند يطالب المدير العام للوكالة يوكيا أمانو بمنح إيران فترة اختبار لشهر، كي تنفذ التزاماتها. وبدل ذلك، يطالب مشروع القرار في بنده الأخير أمانو ب»تضمين تقريره المقبل المتوقع صدوره في آذار، توضيحاً لمدى استجابة طهران والتزامها تنفيذ بنود القرار». وكان أمانو أبدى مجدداً قلقه «إزاء ابعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني». وقال في افتتاح اجتماع محافظي الوكالة: «تشير معلومات حصلنا عليها خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى أن ايران مارست نشاطات مرتبطة بتطوير جهاز تفجير نووي». وأعلن أنه وجّه رسالة مطلع الشهر الجاري الى رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني، «مقترحاً إرسال فريق من الخبراء على مستوى بارز، لتوضيح النقاط الواردة» في التقرير الأخير للوكالة. وقال أمانو للصحافيين: «واضح أن ثمة قضية على ايران أن تجيب عنها. علينا تنبيه العالم، قبل حدوث انتشار لسلاح ذري». على صعيد آخر، أعلن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم أن نجل محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران، والذي عثر على جثته في فندق بالإمارة قبل ايام، توفي بسبب «جرعة زائدة من العقاقير المضادة للاكتئاب ولمعالجة حالات الانفصام في الشخصية». واشار الى ان احمد رضائي، نجل محسن رضائي، استخدم جواز سفر أميركياً باسم توم جي أندرسون.