استعادت الشرطة في السعودية أقل من نصف عدد السيارات المسروقة، وبحسب أرقام نشرتها «عكاظ» - ذكرت أنها لشهر رمضان الماضي - تم استعادة 1114 سيارة من 2442 سيارة مسروقة على مستوى المملكة، ولم يتضح لي من سياق الخبر هل حوادث السرقة هذه تمت في شهر واحد أم في عام كامل!؟ وهناك فرق. إلا أنها المرة الأولى التي اقرأ فيها إحصائية عامة عن عدد حالات سرقات السيارات على مستوى البلاد وعدد المستعاد منها، ولا يدخل ضمن هذا السيارات المسروقة غير المبلغ عنها وتلك التي تعرضت للسرقة بالكسر والخلع وسرقة المحتويات الثابتة والمتحركة، أي قطع مثل المسجلات والإطارات الاحتياطية أو المقتنيات، إذ وصل المتضررون لقناعة بعدم جدوى التبليغ عن مثل هذه الحالات. وحينما ذكر لي سائق عن وجود آثار دم على زجاج سيارته التي تعرضت للسرقة طلبت منه عدم لمسه لئلا يكون ملوثاً فلا فائدة من وجود دليل مثل هذا، الشرطة مشغولة بأمور أخرى، ونشر إحصائية مثل تلك أمر جيد لكنه ناقص فالمفروض ذكر كيفية استعادة السيارات المسروقة، فهل عثر عليها أصحابها؟ أم وجدت مرمية في طريق جانبي والى أي درجة وصلت حالتها «الصحية»! ومن الملاحظ أن التبليغ عن سيارات مركونة منذ زمن ومهملة لا يحقق استجابة، وسرقة السيارات أو أجزاء منها تخبر عن أمور، منها المخدرات والتفحيط وبيع القطع في السوق السوداء وسلبيات البطالة، ووصل بعض الناس إلى قناعة أن سبيل الاهتمام ببلاغ عن سيارتك المسروقة يجب أن يقترن بتلميح ل «شكل» السارق فإذا كانت عليه ملامح إرهابي متوقع - على افتراض أن له ملامح واضحة - فاهتمام الشرطة سيكون أسرع وأقوى. ومع قرب دخول تطبيق الجمارك لنظامها الجديد بمنع استيراد معظم قطع السيارات المستعملة، يتوقع زيادة عدد السرقات للأجزاء أو السيارة كاملة، فالطلب سيرتفع مع الحد من الاستيراد «أو تجفيفه»! والوكالات أمرها معروف، ورغم إجراء مهم مثل هذا سيؤثر على الجميع أمنياً واقتصادياً لا يذكر أن الجمارك اجتمعت هي والشرطة مع التجارة لوضع خطط استباقية لمواجهة السلبيات المتوقعة، ولا يذكر أن التجارة اجتمعت بوكلاء السيارات وتجار قطع غيارها ومنعت رفع الأسعار تحت طائلة استخدام يدها «البلاستيكية»، لأن الريادة لدينا تعمل بالحكمة الشهيرة «كل واحد يصلح سيارته»، وهي الريادة نفسها التي تعمل فيها الجهة الحكومية بمعزل عن الأخرى، وعلى المتضرر رفع شكوى ليتم تشكيل لجنة لا تبدأ أعمالها إلا حين يتكيف أفراد المجتمع مع الأمر الواقع وينشغلون بأمر جديد. www.asuwayed.com Twitter | @asuwayed