انسحب محامي المتهمين في خلية تستهدف اغتيالات المقيمين والتخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي في مطار عرعر (شمال المملكة) في 2002، بمباركة من تنظيم «القاعدة» الأم في أفغانستان، وزعيمها في السعودية اليمني خالد حاج الذي قتل في 2004، من الترافع عن موكليه أمس، ورفض إعداد الرد على التهم الموجهة إليهم، لاعتراضهم على مذكرة الدفاع عن التهم التي وجهت إليهم، مشيراً إلى أن المتهمين لا يزالون متمسكين بأفكارهم المتطرفة السابقة التي على إثرها قبض عليهم. وأوضح المحامي خلال الجلسة السادسة في المحكمة الجزائية المتخصصة، أن المتهمين (1و3و4و5) أصروا على بعض التوجهات في أفكارهم السابقة، رافضين الرجوع عن بعض الأفكار (لم يحددها خلال حديثه مع القاضي)، مؤكداً أن المتهمين ذكروا خلال لقائه بهم أنه «لو كانت لديهم نية للعدول عن أفكارهم، لفعلوا ذلك منذ فترة التحقيق معهم». فيما طالب المتهم الثالث في القضية الذي يحمل شهادة البكالوريوس في الحاسب الآلي من إحدى الجامعات الأجنبية، توكيل محام بديل من بين ثلاثة أسماء قدمها للمحكمة للاتصال بهم، وهو المتهم الذي وجهت له تهمة عرض مخطط استهداف مطار عرعر على أحد عناصر التنظيم الأم في أفغانستان، وهو باكستاني الجنسية بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، عبر شبكة الإنترنت، وينتمي الباكستاني لجماعة الجهاد الإسلامي المسؤولة عن العملية التي تم تنفيذها ضد الفرنسيين في كراتشي في 2002، وتستهدف عملية مطار عرعر قوات أميركية في المطار في طريقها إلى العراق عبر عرعر، بحسب ما ذكر المخططون للعملية عبر شبكة الإنترنت، وقام بإرسال تفاصيل العملية للباكستاني عبر البريد الإلكتروني من مكان إقامته في أفغانستان. وبارك الباكستاني لهم العملية من أفغانستان بعد فترة من الإرسال، إلا أن المتهم الثالث طلب منه إمدادهم بالسلاح والأشخاص، إذ قام زميله بربطهم بشخص يتولى مسؤولية التنظيم (آنذاك) في المملكة، كي يساعدهم، وهو اليمني خالد حاج الذي قتل في شباط (فبراير) 2004 في الرياض. وكان المتهم الثالث سافر إلى الكويت في 2001، والتقى بشخص هناك، وسافرا سوياً بالطائرة إلى إيران، ومن هناك توجها بالحافلة إلى قرية طيباد، وعبرا المنفذ إلى أفغانستان سيراً على الأقدام، ولم يتم ختم جوازات سفرهما من حكومة (طالبان الأفغانية) بناء على رغبتهما، ثم توجها إلى قندهار وبقيا في ضيافة الأنصار، وبعد أسبوع انتقلا إلى معسكر الفاروق، والتحقا بالدورة التأسيسية التي تشمل اللياقة البدنية والتدرب على الأسلحة، وتسلق الجبال، وحضر إليهم زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن ومعه سليمان أبو غيث إلى المعسكر، وألقى محاضرة عن الجهاد والصبر وضرورة الإعداد، ووجوب مناصرة الإسلام والمسلمين. كما أن أعضاء الخلية التي عُرضت على المحكمة أمس وعددهم سبعة، أنشأوا معسكراً تدريبياً في قرية «بارق» في منطقة عسير، وتولى اثنان منهم ربط أعضاء الخلية مع تنظيم «القاعدة» في السعودية بواسطة عضو بالتنظيم الأم في أفغانستان.