استنكرت المملكة العربية السعودية دخول مجموعة من المتظاهرين السوريين إلى مبنى سفارتها في دمشق والعبث بمحتوياته ليل اول من امس، ودعت السلطات السورية إلى حماية المصالح السعودية على أراضيها. وأوضح مصدر في الخارجية السعودية أنه عند حوالى الساعة السادسة مساء أول من أمس (السبت) قامت مجموعة من المتظاهرين بالتجمهر أمام مبنى سفارة المملكة في دمشق ورشقها بالحجارة، ثم أعقبوا ذلك باقتحام المبنى، ولم تقم القوات السورية بالإجراءات الكفيلة لمنعهم، إذ قاموا بالعبث بمحتويات السفارة والبقاء لفترة إلى أن تدخلت قوات الأمن السورية وأخرجتهم. وعبّر البيان الذي بثته «وكالة الأنباء السعودية» عن «استنكار حكومة المملكة بشدة هذه الحادثة، محملة السلطات السورية المسؤولية عن أمن وحماية المصالح السعودية ومنسوبيها كافة في سورية بموجب الاتفاقات والمعاهدات الدولية». استنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني بشدة الاعتداءات التي تعرضت لها مساء أول من أمس كل من سفارة المملكة العربية السعودية والسفارة القطرية في دمشق وبعثات ديبلوماسية أخرى من مجموعة من المتظاهرين السوريين. وقال في تصريح صحافي أمس: «إن هذا الاعتداء يمثل انتهاكاً للأعراف الديبلوماسية الدولية المتعلقة بالبعثات الدبلوماسية»، مطالبا السلطات السورية باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية البعثات الديبلوماسية والعاملين فيها، ومحاسبة المعتدين، حتى لا تتكرر مثل هذه الأعمال المرفوضة، بحسب ما تقتضيه الاتفاقات والمعاهدات الدولية. من جهة ثانية، أشاد الزياني بالتعاون الأمني البناء والمثمر بين مملكة البحرين ودولة قطر، الذي أدى إلى كشف وضبط خلية إرهابية كانت تخطط لارتكاب أعمال إجرامية في مملكة البحرين، تستهدف بعض المنشآت الحيوية والأشخاص. وقال في تصريح صحافي: «إن تعاون الأجهزة الأمنية في كل من دولة قطر ومملكة البحرين في الكشف عن هذه الخلية الإرهابية يؤكد أن قوة دول المجلس تكمن في تكاملها وترابطها، وأن التنسيق والتعاون الأمني بين دول المجلس كفيل بإفشال كل المحاولات الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار دوله، باعتبار أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ». وأضاف: «أن هذه المخططات والتدخلات المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ودول المجلس هي محاولات إرهابية يائسة تتعارض مع الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية، وتعرض للخطر أمن وسلامة شعب مملكة البحرين والمقيمين على أراضيها، كما أنها تهدد الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم». وأعرب الزياني عن ثقته بقدرات الأجهزة الأمنية في دول المجلس، التي أثبتت دائماً يقظتها وتمكنها من إفشال المخططات الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها وإرهاب الآمنين من أبنائها، مشيراً إلى أن الكشف عن هذا المخطط الإرهابي يمثل ثمرة للتعاون والتنسيق الأمني بين دول مجلس التعاون، الذي يأتي دعماً لاستقرار دول المجلس وأمن وسلامة مواطنيها. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون، أن الظروف الإقليمية المحيطة والأخطار المحدقة التي تهدد دول المجلس تتطلب الكثير من اليقظة والحذر، من أجل تفويت الفرصة أمام المحاولات الإجرامية الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها، وتعريض مصالح ومكتسبات شعوبها للخطر.