دمشق، نيقوسيا، أنقرة، نيويورك- «الحياة»، أ ف ب، رويترز - دعت دمشق إلى عقد قمة عربية «طارئة» لمعالجة الازمة السورية و»تداعياتها السلبية» على الوضع العربي، معلنة ترحيبها «بقدوم اللجنة الوزارية العربية إلى سورية قبل السادس عشر من الشهر الجاري». وجاء الطلب السوري المفاجئ، فيما أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الجامعة «بصدد اعداد آلية لتوفير حماية للشعب السوري»، وهو الاعلان الذي ردت عليه الاممالمتحدة بالترحيب، معربة عن استعدادها «تقديم الدعم المناسب في حال طلب منها ذلك». في موازة ذلك، حضت تركيا المجتمع الدولي على التحرك ب»صوت واحد» إزاء الازمة في سورية، وأعلنت ان وزير الخارجية أحمد داواد اوغلو سيجتمع مع اعضاء من المعارضة السورية في انقرة ليل أمس. ودعت دمشق أمس إلى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الازمة و»تداعياتها السلبية»، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله «نظرا لان تداعيات الازمة السورية يمكن ان تمس الامن القومي وتلحق ضررا فادحا بالعمل العربي المشترك فان القيادة السورية تقترح الدعوة العاجلة لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الازمة السورية». وأعرب المصدر عن ترحيب القيادة السورية «بقدوم اللجنة الوزارية العربية إلى سورية قبل السادس عشر من الشهر الجاري»، واصطحاب «من تراه ملائما من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين... للاطلاع المباشر على ما يجري على الارض والاشراف على تنفيذ المبادرة العربية بالتعاون مع الحكومة والسلطات السورية المعنية». وقال مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية يوسف الاحمد للصحافيين في القاهرة إنه سيتقدم بطلب عقد قمة عربية رسميا في غضون ساعات، إلا ان مصدرا رسميا في الجامعة قال إن «سورية لم تتقدم بأي طلب حتى الان». وفيما لم يرد رد فوري من الجامعة العربية على دعوة دمشق، أعلن العربي خلال زيارة لطرابلس ان الجامعة «بصدد اعداد آلية لتوفير حماية للشعب السوري». واضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، ان «المطلوب الان من الجامعة العربية هو توفير آلية لحماية المدنيين» من دون اعطاء المزيد من التوضيحات. في موازة ذلك، وفيما شهدت مدن سورية عدة تجمعات لمئات الالاف خرجوا للتنديد بقرار الجامعة العربية، معربين عن تأييدهم للرئيس بشار الاسد، رحب المجلس الوطني السوري، أمس بقرار الجامعة تعليق مشاركة سورية في اجهزة الجامعة، معتبراً انها «خطوة في الاتجاه الصحيح». وأعرب المجلس عن «جاهزيته للتفاوض حول الفترة الانتقالية ضمن نطاق الجامعة بما يضمن تنحي (الرئيس) بشار الاسد وانتقال السلطة الى حكومة ديموقراطية تعبر عن الشعب السوري ولا تضم اياً من مكونات النظام ممن تلوثت ايديهم بالدماء». وفي نيويورك، اشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بقرار الجامعة، واصفا اياه ب»القوي والشجاع». ودعا، في بيان، السلطات السورية إلى «التجاوب مع نداء الجامعة العربية الذي طلب منها الوقف الفوري للعنف الذي يمارس من قبل الجيش ضد المدنيين، والتطبيق الكامل والسريع» للخطة العربية. كما رحب ب»الرغبة التي ابدتها الجامعة العربية لتقديم حماية للمدنيين، مبديا استعداده لتقديم الدعم المناسب في حال طلب منه ذلك». من ناحيتها، دعت تركيا المجموعة الدولية إلى التحرك ب»صوت واحد» ازاء الوضع في سورية. وقالت الخارجية التركية في بيان إن أنقرة تدعم قرار الجامعة تعليق مشاركة سورية في اجتماعاتها إلى حين وفائها بالتزامها تطبيق المبادرة العربية. وحذرت أنقرة مواطنيها من السفر إلى سورية لغير الضرورة القصوى، كما قامت بإجلاء عائلات ديبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين من سورية بحسب ما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية وذلك بعد هجمات استهدفت السفارة التركية في دمشق. في موازاة ذلك استدعت فرنسا السفيرة السورية لديها لمياء شكور بعد هجمات مماثلة على مصالح فرنسية في سورية. ودعا حزب «جبهة العمل الاسلامي»، الذراع السياسية ل»الاخوان المسلمين» وابرز احزاب المعارضة في الاردن الحكومة الاردنية إلى سحب سفيرها من دمشق. ميدانيا، ذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سورية ان 26 شخصا على الاقل قتلوا امس برصاص قوات الامن، موضحة ان غالبيتهم سقطت في حماة وحمص ودير الزور وريف ادلب. فيما اشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى تظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت 20 الف شخص خرجت اثناء تشييع فتى قتل في دير الزور.