سعت الحكومة السورية إلى احتواء الغضب العربي والعالمي من ممارساتها التعسفية ضد المعارضين لها، بالدعوة أمس إلى عقد مؤتمر قمة عربي طارئ لبحث الأزمة، بينما واصلت قتل المتظاهرين، وسط تحركات عربية ودولية لزيادة الضغط عليها. فقد دعت سورية أمس إلى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الأزمة السورية و"تداعياتها السلبية" على الوضع العربي، حسبما أعلنت وكالة "سانا". وقال مصدر سوري مسؤول "نظرا لأن تداعيات الأزمة السورية يمكن أن تمس الأمن القومي وتلحق ضررا فادحا بالعمل العربي المشترك فإن القيادة تقترح الدعوة العاجلة لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الأزمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي". وأعرب عن ترحيب القيادة السورية "بقدوم اللجنة الوزارية العربية إلى سورية قبل السادس عشر من الشهر الجاري للإشراف على تنفيذ المبادرة العربية بالتعاون مع الحكومة والسلطات السورية المعنية". من جانبه، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارة إلى طرابلس أمس أن الجامعة "بصدد إعداد آلية لتوفير حماية للشعب السوري". وأضاف "المطلوب الآن من الجامعة العربية هو توفير آلية لحماية المدنيين" دون إعطاء مزيد من التوضيحات. كما أعلن أن مسؤولين من الجامعة سيلتقون بممثلين عن الجماعات السورية المعارضة للأسد غدا، مشيرا إلى أنه من المبكر اعتراف الجامعة بالمعارضة السورية كسلطة شرعية في سورية. في غضون ذلك، قتل ما لا يقل عن 19 شخصا أمس حينما فتحت قوات الأمن السورية النيران على محتجين مؤيدين للديموقراطية. وقالت لجان التنسيق المحلية، إن 11 شخصا قتلوا بمحافظة حماة، وخمسة في مدينة حمص، واثنين آخرين في محافظة درعا الجنوبية، إضافة إلى قتيل في محافظة دير الزور. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أمس إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيقررون خلال اجتماعهم اليوم مزيدا من العقوبات ضد سورية. وأشار إلى أن هذه العقوبات تتضمن تقليص تصاريح السفر بالنسبة لعدد من شخصيات النظام السوري، بالإضافة إلى عقوبات على القطاع المالي. كما قال بيان للسفارة الأميركية إن مسؤولا كبيرا بوزارة الخزانة أجرى محادثات أمس مع مسؤولين أردنيين بالقطاع المصرفي لتطبيق عقوبات اقتصادية على سورية. وفي السياق، دعت تركيا المجموعة الدولية إلى التحرك بصوت واحد إزاء الوضع في سورية، كما دعا حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن أمس الحكومة الأردنية إلى سحب سفيرها من دمشق، معتبرا أن "النظام السوري فقد عقله وبات يعد ساعاته الأخيرة".