إسطنبول، باريس، دمشق - «الحياة»، أ ف ب - قررت تركيا إجلاء عائلات ديبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين من سورية بحسب ما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أمس وذلك بعد هجمات استهدفت السفارة التركية في دمشق. كما استدعت القائم بالأعمال السوري إلى وزارة الخارجية في أنقرة « للاحتجاج على التظاهرات العنيفة ضد بعثات ديبلوماسية تركية في سورية. في موازاة ذلك استدعت فرنسا السفيرة السورية لديها لمياء شكور بعد هجمات مماثلة على مصالح فرنسية في سورية. وقالت مصادر ديبلوماسية تركية لوكالة أنباء الأناضول إن قرار إجلاء عائلات الديبلوماسيين اتخذ «لأسباب أمنية اثر تظاهرات عنيفة» استهدفت مبان دبلوماسية تركية عدة في سورية ليلة أول من أمس. وقالت الوكالة إن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية غادرت إلى دمشق صباح أمس للقيام بهذا الإجلاء. وأوضحت أن السفير التركي في سورية عمر اونهون وأبرز الديبلوماسيين سيواصلون عملهم في سورية. وكان آلاف السوريين هاجموا السفارة وقنصليات تركيا في سورية احتجاجاً على الدعم الذي قدمته أنقرة لقرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سورية في اجتماعاتها كما أضافت الوكالة، موضحة أن هذه التحركات لم توقع ضحايا. وأفادت أن حشداً يضم نحو ألف شخص هاجموا سفارة تركيا لدى دمشق ورشقوها بالحجارة والزجاجات قبل أن تتدخل الشرطة السورية لفض الاحتجاج. كما نقلت الوكالة عن مسؤولي السفارة التركية في دمشق قولهم إن القنصلية التركية في حلب وقنصليتها الفخرية في اللاذقية تعرضتا لهجمات. وقال مقيمون إنه خارج السفارة التركية ردد محتجون شعارات مناهضة لتركيا وحاولوا تسلق الجدار وفتح بواباتها عنوة. وأفادت وكالة أنباء الأناضول أن الشرطة السورية تدخلت مستخدمة الغاز المسيل للدموع لفض الاحتجاج بينما ألقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات. والتقت شخصيات سورية معارضة في إسطنبول لتكوين جبهة موحدة وهي المجلس الوطني السوري. وتؤوي تركيا أيضاً ضباط الجيش السوري ممن ينشقون عن القوات المسلحة. وفي حلب دخل متظاهرون حديقة القنصلية وحاولوا إنزال العلم التركي لكن مسؤولي القنصلية منعوهم. وتجمع حشد من نحو خمسة آلاف شخص خارج القنصلية التركية الفخرية في اللاذقية على بعد 330 كيلومتراً شمال دمشق على ساحل البحر المتوسط وحطموا النوافذ. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن المسؤولين قولهم إن العلم التركي أحرق في هذا الاحتجاج. وأضافت أنه لم يصب أي من مسؤولي البعثة التركية في الاحتجاجات. في موازاة ذلك، أعلنت الخارجية الفرنسية استدعاء السفيرة السورية في فرنسا، مشيرة إلى أن قنصليتي فرنسا الفخرية في اللاذقية شمال غربي سورية وفي حلب تعرضتا لهجمات ليل أول من أمس. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في بيان إن «محاولات الاعتداء على قنصلية فرنسا الفخرية في اللاذقية والقنصلية الفرنسية في حلب من قبل مجموعات متظاهرين منظمة ومن دون رد فعل من قوات الأمن غير مقبولة وفرنسا تدينها بشدة». وقال مصدر ديبلوماسي إن «أشخاصاً قدموا إلى أمام مكاتبنا وحاولوا اقتحامها لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. وحصلت بعض الأضرار المادية وتحطيم زجاج ونزع أعلام». وأضاف إن «سفيرة سورية في فرنسا استدعيت إلى مقر الخارجية للتذكير بالتزامات سورية الدولية». وأفادت الخارجية الفرنسية أن «فرنسا تدين بأشد العبارات الهجمات غير المقبولة على البعثات الديبلوماسية أو القنصلية في سورية. وتدين في شكل خاص اقتحام السفارة السعودية في دمشق وتعبر عن تضامنها مع المملكة السعودية كما مع كافة الدولة المستهدفة». وتابع الناطق أن «هذه الهجمات تشكل محاولة ترهيب للمجموعة الدولية بعد القرارات الشجاعة التي اتخذتها الجامعة العربية. إن النظام السوري يتحمل كامل المسؤولية عن هذه الأعمال وعليه تقديم حسابات». وكان موالون للنظام السوري نظموا تظاهرات السبت في سورية وخصوصاً أمام سفارة قطر في دمشق وكذلك في طرطوس (غرب) وحلب (شمال) للتنديد بقرار تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية. واقتحم بعضهم سياج السفارة القطرية وصعدوا إلى سطح المبنى ونزعوا علم قطر ليرفعوا مكانه العلم السوري، كما أفاد مصور لوكالة فرانس برس. كما اقتحم متظاهرون مبنى السفارة السعودية وحطموا زجاجها وعبثوا بمحتوياتها، كما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.