وصفت جامعة الدول العربية أمس، ما قام به متظاهرون أمس الأول بالتجمهر أمام مبنى السفارة السعودية في دمشق ورشقها بالحجارة ومن ثم اقتحام المبنى، في ظل عدم قيام القوات السورية بالإجراءات الكفيلة بمنعهم، بأنه أمر غير مقبول، ومرفوض، ومدان. وحمل المستشار السياسي لامين عام جامعة الدول العربية الدكتور خالد الهباس، السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن توفير الحماية للبعثات الدولية على أراضيها، وقال ان الاعتداء على السفارة السعودية نرفضه وندينه على مستوى الجامعة العربية، كما انه عمل مجرم ومدان طبقا للقانون الدولى والاعراف الدبلوماسية واتفاقية فينيا التى تلزم الدول بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية واعضائها من الدبلوماسيين. من جهته، استنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، بشدة الاعتداءات التي تعرضت لها كل من سفارتي السعودية وقطر في سوريا من قبل مجموعة من المتظاهرين السوريين. وقال في تصريح صحافي أمس إن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا للأعراف الدبلوماسية الدولية المتعلقة بالبعثات الدبلوماسية، مطالبا السلطات السورية باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية والعاملين فيها، ومحاسبة المعتدين حتى لا تتكرر مثل هذه الأعمال المرفوضة، حسب ما تقتضيه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية. الى ذلك استدعت باريس السفير السوري بعد الهجوم على مصالح فرنسية في دمشق كما اتخذت تركيا الخطوة ذاتها باستدعاء القائم بالأعمال السورية في أنقرة بعد مهاجمة بعثاتها في سوريا.وأفادت وكالة الأناضول أن تركيا بدأت في إجلاء عائلات دبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين من سوريا. وكانت وكالة الاناضول قد ذكرت من قبل ان حشدا يضم الف شخص هاجموا السفارة التركية مساء السبت ورشقوها بالحجارة والزجاجات قبل ان تتدخل الشرطة السورية لتفريقهم. ونقلت الوكالة عن مسؤولي السفارة التركية في دمشق قولهم ان القنصلية التركية في حلب وقنصليتها الفخرية في اللاذقية تعرضتا لهجمات. وقال مقيمون في سوريا مساء السبت ان حشودا مسلحة بالعصي والسكاكين هاجمت السفارة السعودية في دمشق والقنصليتين الفرنسية والتركية في اللاذقية بعدما علقت الجامعة العربية عضوية سوريا. واضافوا ان مئات الرجال الذين كانوا يرددون شعارات مؤيدة للرئيس بشار الاسد اقتحموا السفارة السعودية في ابو رمانة على بعد ثلاث بنايات عن مكاتب الاسد في واحدة من اكثر المناطق التي تشهد تشديدا للاجراءات الامنية في دمشق. وخارج السفارة التركية ردد محتجون شعارات مناهضة لتركيا وحاولوا تسلق الجدار وفتح بواباتها عنوة. وفي حلب دخل متظاهرون حديقة القنصلية وحاولوا انزال العلم التركي لكن مسؤولي القنصلية منعوهم. وتجمع حشد من نحو خمسة الاف شخص خارج القنصلية التركية الفخرية في اللاذقية على بعد 330 كيلومترا شمالي دمشق على ساحل البحر المتوسط وحطموا النوافذ. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن المسؤولين قولهم ان العلم التركي احرق في هذا الاحتجاج. واضافت انه لم يصب اي من مسؤولي البعثة التركية في الاحتجاجات.